مشاركون بمنتدى الجزيرة: صفقة القرن كامب ديفد جديدة
عماد مراد-الدوحة
وفي الجلسة الخامسة من أعمال المنتدى تحت عنوان "القضية الفلسطينية في سياق الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل وترتيبات صفقة القرن"، أكد رئيس مركز الزيتونة للدراسات الدكتور محسن محمد صالح، انهيار فكرة حل الدولتين، وتحول السلطة الفلسطينية إلى كيان يخدم دولة الاحتلال أكثر مما يخدم القضية.

تصفية القضية
وقال صالح للجزيرة نت إن الحالة العربية والفلسطينية شجعت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه على المضي قدما في تنفيذ صفقة القرن، مشددا على أن الشعب الفلسطيني هو الرهان الوحيد لإفشال الصفقة.
ودعا رئيس مركز الزيتونة للدراسات كافة القوى الفلسطينية إلى التوحد تحت راية الثوابت الوطنية ومظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لمقاومة تلك الصفقة التي لا تتضمن أي إشارة إلى قضية القدس ومستقبل الدولة الفلسطينية أو عودة اللاجئين، مستدركا أن منظمة التحرير تحولت إلى أداة من أدوات السلطة الفلسطينية.
من جانبه، اعتبر رئيس برنامج ماجستير إدارة النزاعات والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور إبراهيم فريحات، أن صفقة القرن حققت لإسرائيل ما لا يمكن تحقيقه بالمفاوضات، لافتا إلى أنها جاءت في إطار النهج الأحادي الذي تنتهجه إسرائيل حاليا كبناء جدار الفصل والاستيطان، وعدم عودة اللاجئين، وضم الأراضي في الضفة الغربية المحتلة.
وقال إن الأنظمة العربية لازالت تخشى شعوبها في الحديث صراحة عن الموافقة على صفقة القرن، وإن هذا ما يبرر تسمية القمة العربية السابقة التي عقدت في الظهران بالسعودية بـ"قمة القدس"، مشيرا إلى أن العرب قد يختلفون في كيفية تسوية الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، لكنهم يتفقون دوما على القضية الفلسطينية.
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ساري عرابي، فعزا ظهور صفقة القرن إلى وجود الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يعمل لتحقيق أكبر مكاسب إسرائيلية بغض النظر عن نتائجها على المنطقة، بالإضافة إلى الظرف العربي والإقليمي المرتبك جراء الصراعات.
ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي يشعر بأزمة وجودية باعتباره كيانا غير مقبول في محيطه، لذلك يسعى لتوفير العمق الإستراتيجي، معتبرا أن صفقة القرن ما هي إلا محاولة إسرائيلية بائسة لقتل القضية الفلسطينية.

المصالحة الفلسطينية
بدوره، طالب مدير عام مركز مسارات في فلسطين هاني المصري، حركة حماس بتقديم تنازلات سياسية والتخلي عن الهيمنة لتحقيق مصالحة قائمة على القواسم المشتركة والبرنامج الوطني لمواجهة المؤامرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية.
ووصف المصري مسيرات حق العودة التي انطلقت في عموم قطاع غزة منذ يوم الأرض وحتى الآن، بأنها بارقة أمل على قدرة الشعب الفلسطيني على المواجهة بكافة الطرق بما فيها المسيرات السلمية.
ولفت إلى ضرورة عدم الاعتماد على الوسيط الأميركي في عملية السلام، لأنه يعمل فقط لصالح الاحتلال الإسرائيلي والبحث عن أطراف أخرى يمكنها أن تكون محايدة.
أما مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية إيلان بابيه، فقال إن السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية لم تتغير في عهد ترمب بل باتت أكثر وضوحا، ففي السابق كانت واشنطن تظهر معارضة لمشروعات الاستيطان لكنها لا تأخذ خطوات لوقفها، أما الآن فالأمور واضحة حيث تقول واشنطن إن الإسرائيليين ينتهكون القانون الدولي ونحن نقبل بتلك الانتهاكات.