ماذا تعرف عن ري تشون هي.. "المذيعة البالستية"؟
وجاء قرار بيونغ يانغ الأخير قبيل قمة ستجمع لأول مرة في التاريخ زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حيث يتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وكالعادة اختارت تشون هي اللون الزهري للباسها التقليدي، وهو لون لا يعبر بحال عن مضمون إعلاناتها منذ أول ظهور لها على التلفزيون الكوري الشمالي عام 1971، قبل أن تتحول لرمز لدعاية النظام الكوري الشمالي، ليس فقط في مضامين أخبارها الشهيرة، بل بطريقتها اللافتة والتي طالما كانت موضوعا لتقارير صحفية حول العالم.
ورغم تقاعدها عام 2012، ظلت المذيعة الكورية الشمالية -رغم دخولها عامها الـ75- تظهر مع إعلان بلادها عن تجارب الصواريخ والقنابل، وهو ظهور كان يعني دخول العالم بأسره، وجنوب شرق آسيا بشكل أساس، في توتر ترتفع معه احتمالات اندلاع حرب غير مسبوقة.
ألقاب متفجرة
وأدى ارتباط ظهور تشون هي بتجارب بلادها الصاروخية لحملها ألقابا عدة ارتبطت بأنواع الصواريخ والقنابل، منها "المذيعة الهيدروجينية"، وهو لقب حملته بعد أن ظهرت في سبتمبر/أيلول الماضي على التلفزيون لتعلن نجاح بلادها في تطوير قنبلة هيدروجينية متقدّمة ذات قوة تدميرية كبيرة، وكانت قبلها أعلنت عن قنبلة من الطراز ذاته في يناير/كانون الثاني 2016.
كما أطلق عليها لقب "المذيعة البالستية" بعد أن ظهرت مرات عدة وهي تعلن عن نجاح بلادها في إطلاق صواريخ عابرة للقارات، كان أشهرها ظهورها في يوليو/تموز من العام الماضي عندما أعلنت نجاح بلادها في إطلاق صاروخين عابرين للقارات يبلغ مداهما 10 آلاف كيلومتر يمكنهما الوصول لبر الولايات المتحدة الأميركية.
وقبلها ظهرت تشون هي في فبراير/شباط 2016 لتعلن ما وصفته وقتها بـ"حدث العصر" الذي تمثل في نجاح بلادها في إطلاق صاروخ بعيد المدى وضع قمرا صناعيا في المدار.
يومها قالت تشون هي عبر تلفزيون كوريا الشمالية إن إطلاق الصاروخ تم بأمر شخصي من الرئيس كيم جونغ أون، وإنه أتاح لبيونغ يانغ "وضع القمر الصناعي كوانغميونغسونغ-4 لمراقبة الأرض بنجاح في المدار".
مذيعة الشعب
لكن اللقب الذي تفضل السلطات الكورية الشمالية إطلاقه على المذيعة الأكثر قربا منها هو "مذيعة الشعب"، حيث ألقي على عاتقها إعلان الأخبار المفصلية في تاريخ بلادها.
فقد كانت تشون هي صاحبة أول ظهور على شاشة تلفزيون بلادها عندما انتقل للبث الملون عام 1974، ومنذ ذلك الوقت أصبحت المذيعة الرئيسية في التلفزيون.
كما كلفت دائما بإعلان أخبار الإعدام التي أمر بها الزعيمان السابقان مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ ونجله كيم جونغ إيل، وللمفارقة فإن تشون هي كانت هي من أذاع خبري وفاة الزعيمين عامي 1994 و2011 على التوالي.
ويفضل كثير من الكوريين إطلاق لقب "المذيعة الجدة" على تشون هي التي تقول وسائل إعلام غربية إنها تعيش حياة مترفة تختلف بشكل جذري عن الحياة البائسة والفقيرة التي تعيشها الغالبية العظمى من أبناء شعبها، حيث خصصت الحكومة لها منزلا خاصا في العاصمة بيونغ يانغ لتكون على مقربة من أفراد السلطة، وتعيش فيه مع أولادها وأحفادها.
حرب عالمية
وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قد نشرت العام الماضي تقريرا عن تشون هي وصفها بأنها "خير مثال على الإعلام الذي ينجح في تسويق الدعاية السياسية لبلاده"، وقالت الصحيفة "في كل مرة تلقي فيها تشون هي بيانا تشعر أن بيونغ يانغ على وشك أن تعلن الحرب العالمية الثالثة بصورة فعلية".
ورغم تحوّلها لواحد من أبرز الوجوه التي تعبر عن كوريا الشمالية ونظامها، فإن إعلانات ري تشون المليئة بالرعب كونها متخصصة بالإعلان عن الصواريخ البالستية والقنابل الهيدروجينية والنووية، جعلت البعض يتوقع أن تخرج يوما لتعلن نهاية العالم.
ويذهب البعض للتساؤل ما إن كان عصر "المذيعة البالستية" سينتهي إذا نجحت قمة كيم وترمب في إحداث اختراق ربما ينهي توترا خطيرا عرفه العالم منذ نحو سبعة عقود، أم أنها ستبقى الوجه المفضل لنظام بيونغ يانغ في إعلانات السلام وفي إعلانات الحرب أيضا.