المغرب يطالب بانسحاب البوليساريو من المنطقة العازلة

طالب زعماء الأحزاب السياسية المغربية الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات حازمة ورادعة لإجبار جبهة البوليساريو على الانسحاب من المنطقة العازلة في الصحراء الغربية، معتبرين أن حل النزاع يتمثل في مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، فيما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء تقرير مصير.
كما اعتبروا أن الخيار الوحيد للتوصل إلى حل واقعي هو مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب إلى الأمم المتحدة عام 2007.
ووصف رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني -أمام نحو خمسمئة من الرسميين المغاربة التقوا في قصر المؤتمرات في مدينة العيون– الاجتماع بـ"التاريخي"، وقال إنه يرمي إلى "توجيه رسالة للداخل والخارج مفادها أننا جميعا معبؤون للدفاع عن سيادة المغرب ووحدة ترابه في إطار جبهة موحدة تحت قيادة جلالة الملك".
كما حذر من "خطورة الوضع وما يمكن أن يترتب عليه من عواقب وخيمة".
ويتهم المغرب منذ بضعة أسابيع جبهة البوليساريو بتنفيذ توغلات في أقصى جنوب وشرق المنطقة العازلة، مما يعد خرقا للاتفاق العسكري المحدد لهذه المنطقة. ونفت جبهة البوليساريو هذه الاتهامات، بينما أوضحت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) أنها "لم تلحظ أي تحرك لعناصر عسكرية في المنطقة الشمالية الشرقية".

وكان مجلس الأمن الدولي حث في مارس/آذار الماضي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية على مواصلة المحادثات حول إعادة إطلاق المفاوضات لتسوية النزاع. ولم يحدد أي تاريخ لاستئناف المباحثات الرسمية التي تعود آخر جولاتها المنعقدة تحت رعاية الأمم المتحدة إلى سنة 2012.
في المقابل تطالب جبهة البوليساريو -المدعومة من الجزائر– بتنظيم استفتاء لتقرير المصير يمكن أن يؤدي إلى الاستقلال.
ويعتبر النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو من أقدم النزاعات في أفريقيا، إذ ضم المغرب الصحراء إليه عقب انسحاب الاستعمار الإسباني منها في عام 1975، ورفعت الجبهة السلاح مطالبة بانفصال الإقليم. ولم تتوقف الحرب إلا عام 1991 حين تدخلت الأمم المتحدة وأشرفت على اتفاق لـوقف إطلاق النار.