مجلس الأمن يفشل بإدانة إسرائيل لقمعها مسيرات العودة
فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق على بيان يدين قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للحراك الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق عاجل في تلك الأحداث.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي خلال جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن مساء الجمعة، إن بلاده تندد بأشد العبارات بممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، وتدعو المجلس إلى التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه إن مجلس الأمن فشل -بسبب اعتراضات أميركية- في التوافق على إصدار بيان بشأن الممارسات الإسرائيلية خلال جلسة مشاورات مغلقة طارئة عقدت قبل الجلسة العلنية بطلب من الكويت باعتبارها ممثلة المجموعة العربية في المجلس.
وسارعت الكويت إثر ذلك إلى الدعوة لجلسة علنية لإبداء المواقف بشأن التطورات في فلسطين، وقال المندوب الكويتي إنه سيوزع بيانا صحفيا على الدول الأعضاء للنظر فيه من أجل اعتماده، لدعوة إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني.
من جانبه قال مندوب فلسطين السفير رياض منصور إن القوات الإسرائيلية ارتكبت مذبحة بشعة بحق الفلسطينيين، مشيرا إلى استشهاد 17 شخصا في غزة، تلا أسماءهم أثناء مداخلته بالجلسة.
وطالب منصور بمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته والتحرك فورا لحماية الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الحراك الفلسطيني الذي بدأ الجمعة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض حراك سلمي وسيتواصل حتى ذكرى النكبة يوم 15 مايو/أيار المقبل.
الموقف الأميركي
في المقابل، قال ممثل الولايات المتحدة في الجلسة الدبلوماسي وولتر ميلر إنه من المؤسف تعذر مشاركة إسرائيل في هذا الاجتماع بسبب عطلة عيد الفصح اليهودي.
وأضاف في مداخلته المقتضبة "نشعر بحزن شديد لفقد أرواح اليوم، ونحث الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات للحد من التوترات وتقليص خطر نشوب اشتباكات جديدة.. العناصر السيئة التي تستخدم الاحتجاجات ستارا للحض على العنف تعرّض حياة الأبرياء للخطر".
وقد عقدت الجلسة العلنية الطارئة على مستوى نواب المندوبين بطلب من الكويت، غير أن الولايات المتحدة شاركت بأقل من هذا المستوى.
من ناحية أخرى، عبر ممثلو فرنسا وبريطانيا ودول أخرى عن قلقهم من الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وطالبوا بحماية حق التظاهر السلمي، كما دعوا القوات الإسرائيلية إلى تجنب الإفراط في استخدام القوة.
وفي بداية الجلسة قال تاي بروك زيرهون نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن الوضع في غزة قد يتدهور خلال الأيام المقبلة، داعيا إلى تجنب استهداف المدنيين ولا سيما الأطفال.
وأضاف زيرهون أن "على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.. يجب عدم استخدام القوة الفتاكة إلا كملاذ أخير، مع إجراء السلطات التحقيقات المناسبة في أي حالات وفاة تنجم عن ذلك".
من جانبه، أصدر الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش بيانا عبر فيه عن عميق القلق لسقوط قتلى في غزة، وطالب بتشكيل لجنة لإجراء تحقيق عاجل وشفاف في أحداث الجمعة.
ودعا غوتيريش كل الأطراف إلى الامتناع عن أي خطوات من شأنها زيادة التوتر، ورأى أن تلك التطورات تعكس الحاجة الملحة للعودة إلى المفاوضات للتوصل إلى تسوية على أساس حل الدولتين.