باستثناء دوما.. النظام يسيطر على الغوطة ويهجّر أهلها
أعلن جيش النظام السوري سيطرته على كامل مدن وبلدات الغوطة الشرقية باستثناء دوما، التي لا يزال مصيرها معلقا بالمفاوضات، وتم تهجيرأكثر من 160 ألفا من الغوطة، في وقت ناشد فيه الائتلاف الوطني المعارض العالم إغاثتهم.
وقال جيش النظام إن الحملة العسكرية، التي شنها ضد الغوطة منذ 18 فبراير/شباط الماضي وتسببت في مقتل أكثر من 1600 مدني، حققت الأمن للعاصمة وأمّنت الطرق السريعة من دمشق للمناطق الأخرى في البلاد.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الدفعة الأخيرة من مقاتلي المعارضة والمدنيين خرجت من حي جوبر وبلدتي زملكا وعين ترما في الغوطة إلى إدلب، وبذلك أصبحت الغوطة الشرقية تحت سيطرة النظام باستثناء دوما التي يسيطر عليها جيش الإسلام التابع للمعارضة المسلحة.
ويتفاوض جيش الإسلام مع الجانب الروسي لبقائه في المدينة وإدارتها ذاتيا، في حين يهدد جيش النظام باقتحام المدينة إذا لم يخرج منها مقاتلو المعارضة.
ونقل تلفزيون النظام الرسمي عن ضابط برتبة لواء عند ممر عربين فور خروج الحافلات قوله إن "معركة الغوطة انتهت"، مضيفا أن النظام حقق انتصارا إستراتيجيا ونقطة تحول في مسار الحرب.
واعتبر الضابط أن "ما بعد الغوطة غير ما قبلها، ويؤسس للنصر الكبير على كامل الأراضي السورية"، وأن هناك قرارا لا رجعة عنه باستعادة النظام لكل شبر من أراضي سوريا.
ومع إخلاء بلدات عربين وزملكا وعين ترما من مقاتلي فيلق الرحمن، بات الجيش السوري يسيطر على 95% من مساحة الغوطة الشرقية، منذ بدئه هجوماً عنيفاً عليها في فبراير/شباط الماضي.
وتعد خسارة الفصائل المعارضة للغوطة الشرقية حيث كان يعيش نحو 400 ألف شخص، ضربة موجعة هي الكبرى منذ خسارة مدينة حلب نهاية العام 2016.
وفي الأثناء، ووصلت الدفعة السابعة من مهجري الغوطة إلى مناطق سيطرة المعارضة بإدلب، وهي تضم نحو 3400 شخص، مما يرفع عدد الواصلين إلى إدلب منذ بدء تهجير أهالي الغوطة إلى 38 ألفا، فضلا عن أكثر من 130 ألف مدني خرجوا باتجاه مناطق سيطرة النظام.
وأرسل الائتلاف الوطني لقوى الثورة رسالة عاجلة إلى عشرين دولة من مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" حث فيها على تقديم المساعدات للمهجرين من الغوطة، وأكد أن هناك خطرا يحيط بمصير المدنيين في دوما "الذين ما زالوا صامدين بوجه الهجمات العسكرية التي تقودها قوات النظام وروسيا".