جيش الإسلام باق في دوما سلما أو مقاومة
عمرو حلبي-غازي عنتاب
رغم موافقة غالبة فصائل المعارضة السورية المسلحة ومن قبل من المدنيين على الخروج من الغوطة الشرقية، يصر فصيل جيش الإسلام على البقاء في مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وعرض جيش الإسلام مبادرة على الروس تركّز أساسا على تحويل دوما إلى منطقة "مصالحة" يبقى فيها جيش الإسلام وتعود إليها مؤسسات الدولة من دون دخول قوات النظام، على أن يكتفي بنشر شرطة عسكرية روسية، بمعنى إقامة حكم ذاتي في المدينة.
يأتي هذا في وقت يتواصل فيه إجلاء مقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين من مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية المحاصرة إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حماة وإدلب.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال المتحدث باسم هيئة الأركان في جيش الإسلام حمزة بيرقدار إنهم دخلوا مضمار التفاوض مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة على البقاء في دوما وليس على الخروج منها.
وأضاف أن هذا القرار لم يتخذ على مستوى جيش الإسلام فحسب، بل بالتشاور مع كافة المؤسسات المدنية الموجودة في دوما.
كما كشف بيرقدار أن خيار البقاء هو الوحيد بالنسبة لهم، وعزا ذلك إلى أسباب عدة منها حماية المدنيين في دوما من بطش قوات النظام ومليشياته وحلفائه، ومنع إعادة سيناريو التهجير القسري الجاري في باقي مدن وبلدات الغوطة، ولكي لا تتحول المنطقة إلى بؤرة للاستيطان الطائفي الذي سيقضي على حلم العودة إلى الغوطة الشرقية.
حملة عسكرية
يأتي ذلك في وقت يتحدث فيه الإعلام المقرب من النظام عن استعدادات لشن حملة عسكرية بدعم روسي على مدينة دوما.
فقد هدّد النظام السوري وروسيا بشن هجوم عسكري على دوما، إذا لم يوافق جيش الإسلام على الانسحاب من المدينة على غرار ما حدث مع الفصائل الأخرى في مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة.
وعن هذه التهديدات، قال بيرقدار إن جيش الإسلام جاهز للمواجهة العسكرية "إنْ فرضت عليهم".
وأضاف أن لدى جيش الإسلام مقومات المواجهة رغم تقدم قوات النظام ومليشياته في بداية الشهر الجاري على جبهات عدة في الغوطة الشرقية.
مفاوضات مستمرة
في الأثناء اجتمعت اليوم اللجنة المدنية في دوما مع الجانب الروسي للتوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص المدينة.
وأفادت اللجنة المدنية بأنها حققت تقدما في اللقاء فما يتصل بعدد من النقاط المتعلقة بالمبادرة المطروحة من قبل المعارضة بشأن مدينة دوما.
وأشارت إلى أنها طرحت على الروس تثبيت وقف إطلاق النار في المدينة خلال مدة المفاوضات.
كما طالبت بتحسين أوضاع المقيمين في مخيمات الإيواء التي أقامها النظام السوري للخارجين من الغوطة الشرقية.
وفي السياق، قالت مصادر للجزيرة إن لقاء آخر بين الجانب الروسي والمعارضة المسلحة سيعقد بداية الأسبوع القادم بعد طلب المعارضة مهلة للتشاور فيما بينها ومع أطراف أخرى.