النظام السوري يستعد لاقتحام دوما والتفاوض يتواصل
يحشد النظام السوري قواته بالقرب من مدينة دوما آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، بينما قالت اللجنة المدنية للتفاوض بدوما إنها تحقق تقدما مع الجانب الروسي في بعض النقاط بخصوص وضع المدينة.
وقال قائد عسكري من قوات النظام إن "المحادثات" التي كانت جارية بين الجانب الروسي وجيش الإسلام -الذي يفرض سيطرته على دوما- "توقفت"، وأضاف لوكالة رويترز أن "أغلبية المسلحين شروطهم كبيرة، والروسي والسوري رفض".
بدوره، صرح مسؤول سوري -طلب عدم ذكر اسمه- أن الوضع في دوما يمر بمرحلة حاسمة، مضيفا "سيكون هذان اليومان حاسمين" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتحت ضغط حملة عسكرية عنيفة لقوات النظام والطيران الروسي الحربي، توصلت روسيا مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا وفيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية إلى اتفاقين، تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى محافظة إدلب (شمال غرب).
وبموجبهما، سيطر جيش النظام على نحو 90% من المساحة التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الأسد وحليفه الروسي يوم 18 فبراير/شباط 2018، لتبقى نسبة 10% تحت سيطرة جيش الإسلام.
اللجنة المدنية
في الجهة المقابلة، قالت اللجنة المدنية للتفاوض في دوما إنها حققت تقدما مع الجانب الروسي في عدد من النقاط المتعلقة بالمبادرة التي طرحتها المعارضة بشأن المدينة.
وأشارت اللجنة إلى أنها طرحت على الروس تثبيت وقف إطلاق النار في منطقة دوما خلال فترة المفاوضات، وتحسينَ أوضاع المقيمين في مخيمات الإيواء التي أقامها النظام السوري للخارجين من الغوطة الشرقية.
ويدعو فصيل جيش الإسلام -الذي يسيطر على المنطقة- لاتفاق يحول دون إجلاء مقاتليه منها، إلا أن موسكو ودمشق هددتا بعمل عسكري ما لم يوافق جيش الإسلام على الانسحاب من المدينة على غرار ما حدث مع الفصائل الأخرى في مناطق أخرى من الغوطة، بحسب مصادر من المعارضة.
وتركزت مفاوضات جيش الإسلام مع الروس أساسا على تحويل دوما إلى منطقة "مصالحة"، يبقى فيها "جيش الإسلام" وتعود إليها مؤسسات الدولة من دون دخول قوات النظام، ويتم الاكتفاء بنشر شرطة عسكرية روسية.