سيناء.. في الخبز منسية في الانتخابات "مدْعيّة"
في أكثر من مكان بمصر حشد ناخبون بوسائل مختلفة للتصويت فيما يسمى الانتخابات الرئاسية حيث يهللون ويرقصون وتعلو أصواتهم بالغناء تأييدا للرئيس عبد الفتاح السيسي خارج مراكز الاقتراع.
ويقول سكان إن هذا فرض قيودا على الوصول إلى المنطقة حيث تنفذ القوات غارات جوية وتنشر دوريات وتفرض حظرا على التجول، مما أوجد طوقا مشددا أدى إلى نقص في الغذاء وغيره من الإمدادات.
وأجمع مسؤولون محليون وسكان على أن الإقبال على الانتخابات كان ضعيفا جدا في مناطق من شمال سيناء في اليوم الأول من أيام التصويت الثلاثة نظرا لخشية الناس من الخروج من منازلهم بسبب العمليات الأمنية.
وقال سليم أحمد، وهو معلم في مدينة الشيخ زويد، لرويترز عبر الهاتف إنه نزل من أجل الحصول على رغيف من الخبز الذي يوزعه الجيش على سكان المنطقة "ولما آخذ عيش أبقى أروح أدلي بصوتي"، مضيفا "الناس هنا واقفة فى طوابير السلع الغير موجودة، وليسوا واقفين في طوابير الانتخابات".
أما يوسف علي، وهو من سكان العريش، فقد قال "نحن نقف في طوابير لأكثر من خمس ساعات ننتظر وصول سيارة فيها أغذية. ومرة نحصل على مواد غذائية ومرة لا.. ويوما تأتي السيارة وفي آخر لا تأتي".
وأضاف "ليتهم يسمحون لنا بمغادرة المدينة والذهاب إلى أي محافظة أخرى، لكنهم يمنعون الدخول والخروج".
وقال المستشار أحمد رؤوف المشرف على لجنة انتخاب في منطقة أخرى بالشيخ زويد القريبة من الحدود مع قطاع غزة إنه من بين 6000 مواطن لهم الحق في التصويت حضر شخص واحدا فقط للإدلاء بصوته في اللجنة التي يشرف عليها.
وأضاف "الناس خائفة من النزول هنا بسبب العمليات العسكرية وتهديدات المسلحين باستهداف اللجان" في إشارة ضمنية إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي سبق أن حذر المصريين قبل أسابيع من المشاركة في الانتخابات.
رغم ذلك قالت الهيئة الوطنية للانتخابات الليلة الماضية إن الإقبال على التصويت كان جيدا جدا في مناطق بشمال سيناء.
ومن المناطق القليلة في شمال سيناء التي شهدت إقبالا أكبر على التصويت البلدة التي قتل فيها مسلحون مئات المصلين في نوفمبر/تشرين الثاني. وقال مسؤول "عدد كبير من الأهالي أدلوا بأصواتهم هنا بسبب حضورهم مع رؤساء قبائلهم الذين يحضرون بشكل جماعي".
حملة الجيش
وقال أحد القضاة المشرفين على الانتخابات في المنطقة أمس إن توتر الوضع الأمني منع الكثيرين من الخروج من بيوتهم. وأضاف أن "الأمن يفتش الناخبين ذاتيا، وهناك حواجز أمنية أمام اللجان".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، لقي أكثر من 300 شخص حتفهم في هجوم على مسجد قرب مدينة العريش عاصمة شمال سيناء في أسوأ هجوم من نوعه في مصر، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ذلك أوامر للجيش باستخدام "القوة الغاشمة" لسحق المتشددين.
ويشكو سكان سيناء من الأساليب التي ينتهجها الجيش ويرى بعض المحللين أنها تعتمد على استخدام واسع النطاق للقوة ولا تصلح لدحر مسلحين يشنون ما يشبه حرب العصابات، وقد جعلت من الصعب على المدنيين التحرك من مكان إلى آخر وتسببت في تقليص الإمدادات.
ويقول الجيش إنه تم فرض حظر للتجول في المناطق التي تتركز فيها العمليات العسكرية وإن قوات الأمن تقوم بدوريات على طول قناة السويس. ويؤكد الجيش أنه يوزع كميات وفيرة من الطعام ويقدم تعويضات للأسر عن الأضرار المادية التي تلحق بمنازلها أثناء الاشتباكات.