مراسل صغير ينقل للعالم جحيم الغوطة
نجم الذي يبلغ من العمر 15 عاما، وخلافا لأقرانه في دول أخرى، لا يجد مكانا ولا زمانا للهو أو اللعب، فالمنطقة تحولت إلى خراب، والمدنيون القتلى والجرحى يتساقطون باستمرار جراء القصف الجوي والمدفعي، وتزداد المعاناة نتيجة النقص الحاد في المواد الأساسية بفعل الحصار.
وأمام هذا الواقع، لم يكن لنجم من حيلة إلا أن يستخدم كاميرا هاتفه ليوثق واقع الغوطة ويناشد العالم لوقف المعاناة، ففي مقاطع الفيديو التي ينشرها، يتحدث الطفل السوري بكل ثقة في النفس كأنه مراسل حربي إن "الغوطة تتعرض للقصف كل يوم بلا رحمة" يقول نجم لوكالة رويترز للأنباء في رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي .
وتماما كما هو العمل الصحفي الاحترافي، يستضيف المراسل الصغير بين الفينة والأخرى أطفالا في شهادات حية تنقل جانبا من معاناة الحصار، وخلال الحديث يطرح على ضيوفه أسئلة بينما يسمع دوي القصف.
مواجهة الموت
ففي فيديو نشره الأربعاء الماضي، ظهر مع نجم صبي أصغر منه سنا يدعى سليم روى لحظات صعبة واجه خلالها الموت حيث ذكر كيف كان يركض داخل منزله للإفلات من القصف الجوي.
وقال سليم عبر هاتف نجم المحمول في شارع مغطى بالأنقاض "كنا نلعب أنا وأختي.. فجأة جاء صاروخ، ولم أعلم بما جرى لاحقا".
وأضاف "لما عدت للوعي، وجدت نفسي بالمركز الطبي وأبلغوني أن أختي وعمرها تسع سنوات استشهدت. كما دمر بيتنا ودمرت كل الحارة".
وفي مقطع آخر، استضاف نجم فتاة سورية ظهرت وهي تقف إلى جواره لتنقل جانبا من معاناة سكان الغوطة قائلة "المدنيون في الغوطة يعيشون في ملاجئ تحت الأرض غير مجهزة صحيا ولا خدميا بسبب القصف".
وينتهي الفيديو بتصوير نجم لسبعة أطفال يقول كل منهم "أنقذوا الغوطة".
هذه المأساة يتحمل مسؤوليتها -وفق نجم- كل من الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث اتهمهما بسرقة طفولة الصغار في الغوطة.
وناشد الطفل السوري العالم في نداء باللغة الإنجليزية بالتدخل لإنقاذ الطفولة وأهالي الغوطة قبل فوات الأوان ليختم كلامه كأنه مراسل صحفي قائلا "محمد نجم.. الغوطة الشرقية".