أنباء عن تقسيم الغوطة والمعارضة تنفي

تضاربت الأنباء بشأن الوضع الميداني في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إذ أفادت معلومات بتمكن قوات النظام السوري من تقسيم المنطقة المحاصرة وعزل مدنها الرئيسة عن بعضها البعض، وهو ما نفته المعارضة المسلحة.
كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نجاح قوات النظام في عزل دوما (شمال) عن حرستا (غرب) وعزل المدينتين معا عن باقي مناطق الغوطة، وقال إن المنطقة باتت مقسمة كالتالي: دوما ومحيطها شمالا، وحرستا غربا، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب. وبالتزامن تحدث ناشطون عن سيطرة قوات النظام تساندها مليشيات عن أجزاء كبيرة من بلدة مسرابا.
لكن المتحدث باسم فصيل جيش الإسلام حمزة بيرقدار أكد أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صد الهجوم على مسرابا، ونفى أن يكون تم عزل دوما وحرستا، وهما أكبر مدينتين في الغوطة الشرقية التي تضم ما يصل إلى أربعمئة ألف مدني، نزح خمسون ألفا منهم الأيام القليلة الماضية من أطراف المنطقة المحاصرة إلى عمقها جراء الهجمات الجوية والبرية.
وأشاد بيرقدار بثبات المقاتلين "الأسطوري" في مواجهة سياسة الأرض المحروقة. وخلال الحملة المستمرة منذ أسابيع سيطرت قوات النظام على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية تعادل نحو نصف مساحة الغوطة الشرقية، وتتهم المعارضة النظام وحليفته روسيا باتباع سياسة الأرض المحروقة هناك.
وبالتزامن مع المعارك الجارية في محور مسرابا، تدور مواجهات عنيفة بين فصيل فيلق الرحمن وقوات النظام في الأطراف الجنوبية والغربية للغوطة الشرقية، وتحديدا محيط بلدة مديرا (غرب) وقرب بلدات حمورية وسقبا والأفتريس (جنوب).
بكل الأسلحة
وميدانيا أيضا، تَواصل القصف العنيف اليوم على معظم مناطق الغوطة الشرقية مخلفا المزيد من الضحايا المدنيين والدمار في الممتلكات. ونقل مراسل الجزيرة عمر الحوراني عن الدفاع المدني بالمنطقة المحاصرة أن نحو ثمانين غارة جوية استهدفت دوما وحرستا وجسرين، مشيرا إلى استخدام صواريخ ارتجاجية وقنابل محملة بمادتيْ النابالم والفوسفور.
وأسفر القصف عن قتلى وجرحى بالعشرات في مدن عربين ودوما وحرستا، بينما تم انتشال 12 جثة لمدنيين بينهم أطفال قتلوا أمس في دوما.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف شمل اليوم أيضا بلدات جسرين والأفتريس ومديرا رغم هدنة الخمس ساعات، وأضاف أن حصيلة قتلى غارات قوات النظام وروسيا على الغوطة الشرقية خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغت 54 بينهم أطفال ونساء.
وتم مساء أمس إجلاء 13 من مقاتلي هيئة تحرير الشام كانوا معتقلين لدى جيش الإسلام، وغادر هؤلاء مع عائلاتهم إلى مدينة إدلب عبر مخيم الوافدين القريب من دوما، والخاضع لقوات النظام. ويؤكد فصيلا جيش الإسلام وفيلق الرحمن رفضهما التفاوض على خروج مقاتليهما من الغوطة الشرقية.