حماس ودحلان.. ماذا يجري في القاهرة؟

الصورة جمعت المشهراوي وقيادات ما يعرف بـ"التيار الإصلاحي الديمقراطي"، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ووفد الحركة الذي يزور القاهرة منذ الجمعة الماضي.
وفي ظل شحّ المعلومات القادمة من القاهرة، كشفت مصادر فلسطينية للجزيرة نت ظروف زيارة وفد حماس والتي كانت مفاجئة ورُتبت على عجل.
ظروف اللقاءات
وربطت المصادر بين الزيارة وعدد من المؤشرات التي تزامنت معها أو سبقتها، ومن بينها تزامن خروج وفد حماس من القطاع مع إعلان الجيش المصري انطلاق عملية واسعة ضد من يصفها بالعناصر الإرهابية في سيناء.
كما أن الزيارة جاءت في ظل التدهور الكبير في الوضع المعيشي في غزة، والتحذيرات من انهيار القطاعات الأساسية في ظل الأزمات المركبة التي يعيشها القطاع.
المعطى الآخر يتمثل في التعثر المستمر لملف المصالحة بين حماس وحركة فتح برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، الذي يصر على أن تسلّم حماس سلاحها في القطاع باعتباره خطوة من خطوات تمكين حكومة رامي الحمد الله.
المصادر ذاتها اعتبرت أن وصول وفد حماس للقاهرة مباشرة بعد انتهاء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للإمارات التي تحتضن دحلان وتياره، مؤشر آخر على ارتباط الزيارة بملفات متقاطعة فلسطينيا وإقليميا.
ورقة دحلان
وتبدو تقاطعات زيارة قيادة حماس للقاهرة ولقاءاته ورسائله متعددة، فمن جهة تعيد القاهرة إحياء ورقة دحلان التي استخدمتها قبل أشهر لدفع الرئيس عباس وقيادة حركة فتح للجلوس على طاولة الحوار ثم توقيع اتفاق المصالحة مع حماس.
وفي الإطار ذاته، تمارس الضغط أيضا على قيادة حماس، لا سيما وأن الأخيرة تفضل المصالحة مع الرئيس عباس على الذهاب بعيدا في العلاقة والتفاهمات مع خصمه اللدود محمد دحلان.
والوجه الآخر للضغط هو الوضع المتدهور في غزة والذي يبدو أن حماس تبحث عن تخفيفه في القاهرة عبر اللقاءات مع المخابرات المصرية وتيار دحلان، دون تقديم تنازلات كبرى قد تجعلها تنقل مصالحتها مع عباس لدحلان الذي تفضله القاهرة وأبو ظبي على عباس.
ولعل السؤال الأبرز الذي طرحه مصدر فلسطيني مطلع تحدث للجزيرة، يتصل بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مسموح له بالخروج من غزة للقاهرة فقط حتى الآن، وهو ما اعتبره رسالة من مصر على أنها لا تريد لأي طرف التدخل في ملف غزة والمصالحة إلا من خلالها.
إسرائيل الحاضر الغائب
ورغم غيابها، تبدو إسرائيل حاضرة بقوة في كواليس وظروف لقاءات القاهرة، فهي وإن كانت تحاصر غزة وتسعى لتقويض سلطة حماس فيها، إلا أنها لا تريد انهيار الأوضاع المعيشية فيها بما قد يؤثر على أمنها، وذلك بناء على تحذيرات وضعتها أجهزة الاستخبارات على طاولة المجلس الأمني المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو مؤخرا.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل نفى في تصريح صحفي وجود "خطة ب" لدى حركته لعقد اتفاق مصالحة مع دحلان إذا فشلت المصالحة مع حركة فتح.
خيارات حماس
المحلل السياسي اعتبر أن لقاءات حماس بتيار دحلان "تربك حسابات أبو مازن"، مشيرا إلى أن الأخير ينظر للأول باعتباره خطرا ليس على قيادته بل على عائلته ومصالحها.