الذكرى السابعة لثورة اليمن.. انتهت رقصة الثعابين
تحلّ الذكرى السابعة لثورة فبراير هذه السنة وقد غاب عن اليمن من خرج الشباب للمطالبة برحيله. غاب الرئيس علي عبد الله صالح، ويا للمفارقة على يد من كانوا حلفاءه حتى الأمس القريب.
رحل صالح في نهاية المطاف عن المشهد اليمني على الطريقة ذاتها التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي، بعد أن ظل أكثر من ثلاثة عقود ممسكا بالسلطة في بلاده، نجا خلالها من محاولات اغتيال وانقلابات وحربين أهليتين وضغط دولي متكرر.
عند وصوله سدة الرئاسة عبر مؤسسة الجيش عام 1978 توقع كثيرون ألا يستمر صالح أكثر من أسلافه الذين سقط منهم ثلاثة في عشرة أشهر اغتيالا، لكنه فعل.. بل مكث في السلطة أكثر من ثلاثة عقود.
صمد كل هذه المدة لأنه -كما قال ذات مرة- أجاد الرقص على رؤوس الثعابين، وامتهن صناعة الحروب ونقض التحالفات وفقا لحاجته.. تخلص من الناصريين في بداية عهده، واستفاد من جماعة الإخوان في محاربة الماركسية القادمة من الجنوب، ثم خذلهم لصالح الحزب الاشتراكي بداية التسعينيات، ثم عاد فقاتل الاشتراكيين في حرب الانفصال عام 1994.
ونكاية في حزب الإصلاح، قيل إنه أنشأ الشباب المؤمن، وهي بذرة نمت فأصبحت فيما بعد جماعة أنصار الله الحوثية التي عاد وحاربها ست سنوات بدءا من عام 2004.
وقادت صالح تقلباته إلى التحالف مع السعودية إبان حرب الجنوب، ثم الوقوف ضدها في معركة إخراج صدام حسين من الكويت عام 1990، قبل العودة إلى حلفها بعدما تنازل لها عن أراض حدودية عام 2000، ثم تنكّر لها ووقف إلى جانب الحوثيين ضدها عام 2010.
عرف صالح بمهارته بالعبث بالمنظومة القبلية لليمن بهدف الحدّ من نفوذ شيوخه، وهو أسلوب انسحب أيضاً على تشكيلات الدولة العسكرية من خلال ربطها برموز أسرية.
خلال كل تلك السنوات لم ينهض اليمن اقتصادياً، بل ارتبط اسمه بالفساد والفقر وسوء استغلال الثروة، وهي تراكمات دفعت الشباب اليمني إلى الخروج إلى الساحات عام 2011.
وفي خضم الثورة، تعرّض لمحاولة اغتيال كادت تزهق روحه ولم يكن أمامه سوى الرياض ليتلقى فيها إنعاشًا طبيًا وسياسيا، لكن المطاف انتهى بتوقيعه على مبادرة خليجية أخرجته من رأس السلطة بمجرد تنفيذ بند الانتخابات العامة التي جاءت بنائبه عبد ربه منصور هادي رئيسا.
ومع تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، اختار صالح أن يكون حليفا لهم، غير أن تحالفه معهم لم يصمد طويلا، بل انقلب عليهم وخطب ودّ السعودية والإمارات مجددا.
وما هما إلا يومان حتى استعاد الحوثيون زمام المبادرة وتمكنوا من قتل صالح نفسه في مشهد دموي اعتبره خصومه الرقصة الأخيرة على رؤوس الثعابين.