آلاف القتلى.. حصيلة محتملة لتسونامي إندونيسيا

ارتفعت حصيلة كارثتي الزلزال والتسونامي اللذين ضربا جزيرة سولاويسي الإندونيسية الجمعة الماضية إلى 1203 قتلى، بينما قال يوسف كالا نائب الرئيس الإندونيسي إن الحصيلة النهائية قد ترتفع إلى آلاف الضحايا نظرا لتعذر الوصول إلى مناطق عدة متضررة.
وواصلت فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين ما زالوا تحت الأنقاض، أو جرفتهم السيول الغامرة إلى جهة مجهولة. وأفادت أنباء بأن العشرات ما زالوا تحت أنقاض فندقين ومركز تجاري في مدينة بالو الساحلية.
وبينما تتواصل جهود البحث عن المفقودين، تزداد معاناة سكان جزيرة سولاويسي في إيجاد الطعام ومياه الشرب وسط تفشي أعمال النهب. وشرعت السلطات في دفن جثث الضحايا لمنع انتشار الأوبئة، وشوهد عدد من الناجين وهم يبحثون في المشارح عن ذويهم المفقودين.

نظام الإنذار
وبالتوازي مع جهود الإنقاذ في جزيرة سولاويسي، تشهد إندونيسيا جدلا بسبب تأخر وضع نظام إنذار خاص بأمواج التسونامي يقول الخبراء إنه كان سينقذ الكثير من الأرواح.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن نظاما عالي التقنية للإنذار المبكر من أمواج التسونامي ظل في مرحلة الاختبار منذ سنوات بسبب خلافات داخلية بين المؤسسات، وتأخير في توفير تمويل بقيمة مليار روبية إندونيسية (69 ألف دولار) لاستكمال ميزانية النظام.
وأوضحت أنه كان يُفترض أن يحل نظام ذو تقنية عالية في أجهزة الاستشعار في قاع البحار والموجات الصوتية المحملة بالبيانات؛ محلّ آخر قديم تم إنشاؤه عقب تسونامي عام 2004 الذي أودى بحياة 250 ألف شخص. غير أن خلافات داخلية بين الوكالات المعنية بإنشاء النظام الجديد، وتأخير توفير التمويل أبقى النظام عند مرحلة "نموذج مبدئي" تم تطويره من قبل مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية بمبلغ ثلاثة ملايين دولار.
أقوى من قنبلة هيروشيما
واجتاحت أمواج التسونامي الجمعة الماضية وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار مدينتي بالو ودونغالا في جزيرة سولاويسي، عقب هزة أرضية بقوة 7.5 درجات.
واستمرت الهزات الارتدادية القوية بالمدينة الساحلية، وذكرت الوكالة الإندونيسية المعنية بتقييم وتطبيق التكنولوجيا في بيان أن الطاقة التي نجمت عن الزلزال كانت تزيد بنحو مئتي مرة عن قوة القنبلة النووية التي أُسقطت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية.

وأظهرت فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الموجات البحرية أثناء اجتياحها المباني على الشاطئ وتدميرها. وظهر في التسجيلات أشخاص يصرخون أثناء تدفق المياه بشكل مخيف داخل المباني.
وكان المئات قد تجمعوا لحضور مهرجان على شاطئ مدينة بالو الجمعة الماضية عندما اجتاحت أمواج وصل ارتفاعها ستة أمتار المدينة وقت الغروب، لتجرف الكثيرين وتدمر كل ما في مسارها بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر.
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث سوتوبو بورو نوغروهو للصحفيين في جاكرتا "عندما أطلقنا جرس الإنذار من أمواج المد العاتية (تسونامي) كان الناس ما زالوا يمارسون أنشطتهم على الشواطئ ولم يفروا على الفور وأصبحوا ضحايا".
وأضاف "لم تكن أمواجا فقط، إذ إنها جرفت السيارات والأشجار والمنازل واجتاحت كل شيء على الأرض"، كاشفا أن أمواج المد وصلت سرعتها إلى 800 كلم/ساعة قبل أن تصل إلى الشاطئ.