الإذن لسفر صحفيي مصر للخارج.. وصاية أم حماية؟

عبد الله حامد-القاهرة
ورأى قطب العربي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة في هذا القرار "عودة لعصر الظلام، ويستهدف وضع الصحفيين تحت رقابة الأجهزة الأمنية حتى وهم خارج مصر في حال سمحت لهم بالسفر، ناهيك عن أنها لن تسمح بالسفر مطلقا لمن تشك في نواياه للبقاء في الخارج".

ولكن "الحكم العسكري الحالي أعاد وصل ما انقطع لسلفه" حسب العربي، وذلك "لازدياد مخاوفه من تصاعد معارضة الصحفيين له، وسعيهم للخروج من مصر سواء للبحث عن فرصة عمل تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية، أو حتى لمجرد البحث عن الأمان الشخصي".
ويؤكد الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة حق الصحفيين في إبداء الغضب تجاه القرار "الذي أعادهم إلى عصور الستينيات، والذي يغلق أمامهم أبواب السفر بحثا عن عمل وعن حرية لا يتوفر أي منهما في مصر".
ويفسر العربي ذكر دول مستقرة مثل تركيا والسودان ضمن قائمة الدول الممنوع السفر إليها إلا بإذن بأن "هاتين الدولتين محطتان رئيسيتان للمصريين الخارجين من البلاد بحثا عن الأمان، فضلا عن تصاعد التوتر السياسي بين نظام عبد الفتاح السيسي وهاتين الدولتين".
تجاوز الدستور
وعدّ الناشط بجبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات الصحفي حازم حسني "التضييق على صحفيي المؤسسات القومية عجزا من النظام عن احتمال الحرج السياسي الناجم عن انضمام صحفي في مؤسسة قومية إلى قنوات المعارضة في الخارج".
وألمح إلى أن "قرار الهيئة الوطنية للصحافة يتسق مع قرار السلطات بمنع السفر إلى الدول المذكورة إلا بإذن، ويخدم توجهات النظام للسيطرة على الصحفيين، باعتبار أن غالبيتهم يعملون في مؤسسات قومية".

ويفسر حسني غضب الصحفيين من قرار الهيئة بأنه نتاج "تجاوز النظام للدستور الذي يضمن للمواطن المصري حرية السفر والتنقل، كما أنه قيد جديد على حرية الصحفيين الذين يريدون التميز بتغطية الأحداث في أماكن مشتعلة".
أجهزة الأمن
ويؤكد حازم حسني أن هذا "القرار مفروض على الهيئة الوطنية للصحافة من قبل أجهزة الأمن، التي تسيطر علي الهيئة، بما يشعر معه أي صحفي حريص على المهنية أنه مجرد موظف لدى الدولة مطلوب منه أن يكتب ما تريد".
يشار إلى أنه مئات الصحفيين غادروا مصر عقب الانقلاب العسكري في صيف العام 2013، بعضهم محكوم عليه بالحبس في قضايا تتعلق بالنشر، وآخرون مطلوبون على ذمة قضايا الانتماء لجماعة محظورة وفقا للمرصد العربي لحرية الإعلام.
وتصنف تقارير دولية مصر في المركز الثالث عالميا في سجن الصحفيين، وآخرهم صحفيان قبض عليهما أثناء تغطية المظاهرات المعارضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس، وهما الصحفيان أحمد عبد العزيز وحسام السويفي.