مصر والسودان.. خمسة ملفات تؤجج التوتر

وهذه الملفات هي ملف حلايب وشلاتين، وسد النهضة، وتقاسم مياه نهر النيل، ودعم مصر للمعارضة السودانية، وأضيف لها مؤخرا الملف الذي أغضب مصر وهو ملف جزيرة سواكن.
وقد قرر الرئيس السوداني عمر حسن البشير قبل أيام إعلان حالة الطوارئ في ولاية كسلا المتاخمة للحدود مع إريتريا شرق البلاد لاستكمال عملية جمع السلاح من المواطنين.
قوات مصرية
لكن مصادر سودانية قالت إن السبب يعود لوصول قوات مصرية إلى إريتريا محملة بأسلحة حديثة ودبابات، وإن اجتماعا عسكريا عقد في قاعدة إماراتية هناك بحضور ضباط من الإمارات ومصر وإريتريا تحت عنوان "أمن البحر الأحمر"، وقالت مصادر إن قيادات سودانية معارضة حضرت الاجتماع.
سيظل شعبي مصر والسودان أشقاء ،وتطاول العسكر على شعب السودان هو سوء أخلاق
لكن نحن لن نعتذر عن أخطاء العسكر لأنهم لا يمثلون شعب مصر— Waleed Sharaby (@waleedsharaby) ٥ يناير، ٢٠١٨
وتزامنت هذه التطورات مع قرار الخرطوم استدعاء سفيرها في القاهرة للتشاور، في حين ردت مصر بأنها ستقيم الموقف من القرار السوداني وسترد في الوقت المناسب.
الانقلاب ف مصر عامل حواديت عن #السودان بسبب حلايب وشلاتين
ياعم البشير شفلك كام جمل علي كام شويه رز وابعتهم ليهم هيسلموك حلايب وشلاتين ومش بعيد يدوك المنوفيه هديه 😂#ما_ترحل_يلاا— 🌿محمد🌿 (@mooslme) ٤ يناير، ٢٠١٨
وأعقبت القرار السوداني تحركات مصرية قادت وزير الخارجية سامح شكري لأبو ظبي، ثم الاجتماع بنظيره السعودي عادل الجبير أمس في العاصمة الأردنية عمان، وأكدت الخارجية المصرية أن شكري بحث مع الجبير "أمن البحر الأحمر"، وهو ما اعتبر استكمالا للتحركات العسكرية المصرية في إريتريا بالقرب من الحدود مع السودان.
حلايب وشلاتين
هذه خرائط افريقيا في المصادر الدولية المعتمدة عالميا
وكلها تثبت بضوح أن #حلايب_سودانية
فأرجو من اشقائي الأعزاء في #مصر أن يتوقفوا عن العناد والمكابرة ويعترفوا بحق #السودان في مثلث حلايب وشلاتين . pic.twitter.com/I6iIknfxLX— محمد الهاشمي الحامدي (@MALHACHIMI) ٤ يناير، ٢٠١٨
وكان ملف حلايب وشلاتين عاد إلى الواجهة بعد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية العام الماضي، وذلك بعد قرار مصر منح جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، حيث ورد في الاتفاقية تبعية حلايب وشلاتين لمصر.
وتطالب الخرطوم القاهرة إما بإعادة المثلث المتنازع عليه بين البلدين لسيادتها، أو القبول بتحكيم دولي ينهي الأزمة التي مرت بفصول عديدة، لكن القاهرة رفضت هذه الدعوات، وقامت في عام 2014 بإدخالها ضمن دوائر الانتخابات.
سد النهضة
وبشأن هذا الملف أعلنت الخرطوم وأديس أبابا أنهما متفقتان حياله، وهو ما أغضب مصر التي ترى أن بناء السد المتوقع انتهاء العمل فيه العام الجاري يهدد حصة مصر في مياه النيل، الأمر الذي تعتبره القاهرة تهديدا لأمنها القومي.
وملف التوتر الرابع هو ملف حصة البلدين من نهر النيل، حيث جدد السودان على لسان وزير خارجيته إبراهيم الغندور اتهام مصر بالاعتداء على حصته من مياه النيل، وهو ما نفته مصر على لسان وزير خارجيتها.
الحريات الأربع
ويبدو أن الأزمة في طريقها لمزيد من التوتر، حيث طالب نواب في البرلمان السوداني اليوم الأحد بلادهم بإعلان إلغاء اتفاقية "الحريات الأربع" مع مصر، وهي حرية التنقل والتملك والعمل والإقامة لمواطني البلدين والموقعة منذ عام 2004.
قرار وشيك من حكومة #السودان بإلغاء إتفاقية الحريات الأربعة مع #مصر #برق_السودان
— برق السودان🇸🇩 (@SDN_BARQ) ٧ يناير، ٢٠١٨
ووسط هذه الملفات والتفاصيل الشائكة في علاقات البلدين يتهم إعلاميون سودانيون مصر بأنها تمارس ما يعتبرونها "وصاية" على السودان، وأن مصر تمارس هجوما على بلادهم كلما زارها مسؤول "لا يعجب القاهرة".
في المقابل، يستمر الإعلام المصري بشن حملات الهجوم على مصر، ويعيد اتهامها بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 1995 في إثيوبيا، وإيواء من يصفهم بـ"الإرهابيين" والعمل على زعزعة استقرار مصر.
وعلى وقع هذا التوتر لا يعرف إن كانت العلاقات المصرية ستراوح في مربع التوتر الذي تتبعه لقاءات بين مسؤولي البلدين، أم أنها ستنتقل إلى مربع صراع جديد ربما تكون ساحته دعم جماعات مسلحة سودانية، أو حتى الانتقال لتوتر في شرق أفريقيا تحت عنوان "أمن البحر الأحمر".