قلق دولي من احتجاجات إيران وتصعيد أميركي

فقد أفادت مصادر دبلوماسية بأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تناولت التطورات الأخيرة في إيران.
وأعربت الخارجية التركية عن قلقها من الوضع، وقالت إن أنقرة تولي أهمية لحماية الاستقرار والسلم المجتمعي في إيران.
وأكد بيان الخارجية التركية أن أنقرة تؤمن بضرورة عدم الانجرار خلف التحريض والعنف، لا سيما بعد تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني حق الشعب الإيراني في التظاهر بشكل سلمي.
وأضاف البيان أن أنقرة تأمل عودة الهدوء لإيران، وتجنب التصريحات الاستفزازية، والتدخل الخارجي في الشأن الإيراني.
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ في تغريدة على تويتر إن بلاده تتابع عن كثب الأحداث في إيران، وتولي أهمية للحفاظ على الهدوء والاستقرار والسلام في هذا البلد، مشيرا إلى أن أي أزمة ستشهدها إيران أو أي محاولة لإحداث أزمة وفوضى واشتباكات فيها؛ ستضر هذا البلد وشعبه والمنطقة على حد سواء.
وأضاف المتحدث التركي أن من الفائدة التأكيد مرة أخرى على أهمية وضرورة أن يتنبه المسؤولون والشعب في إيران للتحركات الاستفزازية والتحريضية وللمخططات التي تحاك أو التي ستحاك ضدهم، وأن يتصرفوا باتباع العقل السليم، بهدف حماية الهدوء والاستقرار والسلام في بلدهم، مشدد على أن تركيا ضد تغيير الحكم أو تسلم الحكم في أي بلد عن طريق التدخلات الخارجية أو عن طريق اللجوء إلى العنف أو أي وسيلة تتعارض مع الوسائل التي بينت في الدستور والقوانين.
وفي باريس، قالت الرئاسة الفرنسية إن إيمانويل ماكرون أعرب عن قلقه بشأن التطورات في إيران، ودعا روحاني إلى ضبط النفس.
وأضافت أن الطرفين اتفقا على تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لطهران هذا الأسبوع.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لسقوط قتلى في الاحتجاجات بإيران، وطالب السلطات الإيرانية باحترام حق الشعب الإيراني في التظاهر سلميا، وهي الدعوة نفسها التي صدرت عن دول غربية عدة.
تصعيد أميركي
لكن واشنطن أصدرت تصريحات متتالية منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران وسقوط أكثر من عشرين قتيلا، تصب كلها في انتقاد النظام الإيراني وتأييد الاحتجاجات.
فقد أثنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على ما أسمتها "شجاعة" المتظاهرين الإيرانيين، وقالت إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران تلقائية ولا تحركها قوى خارجية.
ونفت هيلي -في كلمة بالأمم المتحدة- ما سمتها ادعاءات القادة الإيرانيين بأن الاحتجاجات من صنع أعداء الجمهورية، وقالت إن بلادها ستدعو في الأيام المقبلة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان بشأن إيران.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت أمس الثلاثاء بيانا تؤكد فيه دعم الإدارة الأميركية للشعب الإيراني في احتجاجاته.
وقالت الناطقة باسم الوزارة هيذر نيوارت -في مؤتمر صحفي- إن بلادها تتابع الاحتجاجات عن كثب، وأنها تجدد دعمها لها.
وفي هذا السياق أيضا، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن قرار تغيير النظام في طهران يعود إلى الشعب الإيراني.
وأشارت ساندرز إلى أن الرئيس دونالد ترمب أعرب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن دعمه للمحتجين، غير أنها أحجمت عن القول إذا كان ترمب يريد تغيير النظام في إيران.
ونشر ترمب عدة تغريدات بشأن الاحتجاجات منذ اندلاعها في إيران، وقال في إحداها إن الشعب الإيراني تحرك أخيرا ضد ما وصفه بالنظام الإيراني الوحشي والفاسد، وأضاف أن "الأموال التي منحها الرئيس السابق باراك أوباما لإيران بحماقة كبيرة قد ذهبت للإرهاب ولجيوب النظام، أما الشعب الإيراني فلديه القليل من الطعام، ويعيش في ظل تضخم اقتصادي كبير، دون تمتع بحقوقه الإنسانية".
لكن مسؤولا أميركيا قال إن تغريدات ترمب تصب في صالح الحكومة الإيرانية، وتتيح لها اتهام أعداء إيران بإثارة الاضطرابات.
وأضاف أن مسؤولي المخابرات الأميركية لا يعتقدون بأن المحتجين لديهم فرصة تذكر لإسقاط الحكومة.