عندما يتبنى إعلام الثورة المضادة "الربيع الإيراني"

الأمر نفسه ظهر في قناة سكاي نيوز التابعة لإمارة أبو ظبي، وسارت على نهجها بقية القنوات والصحف السعودية والإماراتية، في حين كانت وسائل الإعلام المصرية أكثر حذرا في تناول الأحداث الجارية في إيران، وإن ظهرت في بعض هذه الوسائل مصطلحات "الثورة" بين الفينة والأخرى.
أخبار الاعتقالات وصورها ظهرت بشكل ملفت على وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، وهي التي طالما انتقدها مغردون لصمتها عن تغطية أخبار نحو أربعين ألف معتقل في السجون المصرية منذ الانقلاب العسكري عام 2014، إضافة إلى عشرات المعتقلين السياسيين الذين تصدر منظمات حقوقية تقارير بشأنهم في السعودية والإمارات.
الربيع العبري
ما رأيكم في ثورات الفسيخ العربي ؟؟
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) November 8, 2012
الحرس الثوري الايراني امام خياران أما أن يحرس الثوار وهم الشعب او يحرس الثور وهو الحاكم في ايران
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) ٢ يناير، ٢٠١٨
والملفت أن خلفان كان غرد في يونيو/حزيران الماضي بأن الربيع العربي القادم سيقوده كل من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وهم القادة الثلاثة الذين يصفهم ناشطون عرب بأنهم قادة "الثورة المضادة" التي أطاحت بعدد من الثورات العربية.
هذا مخطط لمظاهرات اليوم الأحد بالمكان والزمان، فهل #مظاهرات_ايران ايران فعلا منظمة ام انها محاولة تنظيم وقيادة طارئة؟ #IranProtests #روحاني pic.twitter.com/7XIN2o1s5m
— عبدالرحمن الراشد (@aalrashed) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٧
حول الراشد حسابه على تويتر منذ أيام لنشر أخبار وتحليلات وصور وفيديوهات الأحداث الجارية في إيران، بل إنه تبرع في اليوم الثالث من الاحتجاجات بنشر خارطة التظاهرات وجدول بأسماء المدن الإيرانية التي تمت الدعوة فيها لتظاهرات ضد النظام في إيران.
من الانقلاب للثورة
وما تدعو للمقارنة مقالات الراشد وتحليلاته المطولة التي طالما هاجمت وانتقدت الثورات العربية، لا سيما في مصر قبل أن يمتدح الانقلاب عليها، إضافة إلى انتقاد ثورات تونس واليمن، في حين يتحدث اليوم بإسهاب عن قيم الحرية والديمقراطية التي يقول إن الشعب الإيراني يحتاجها للتخلص من "القمع والظلم".
قناة #تلغرام تدار من خارج #إيران تحرض على القتل والشغبhttps://t.co/r9GpH3m000 pic.twitter.com/ISLgKB2ntV
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) ٢ يناير، ٢٠١٨
الإمام الخامنئي: العدو ينتظر الفرصة لاستهداف ايران pic.twitter.com/t61Gygacbi
— قناة المنار (@almanarnews) ٢ يناير، ٢٠١٨
والملفت أن بعض هذا الإعلام انقلب على تغطياته السابقة، فبارك الانقلاب على الثورة المصرية، وهاجم قوى الثورة العربية، لا سيما جماعات الإسلام السياسي التي انحازت للثورة السورية على النظام الذي يصفه هذا الإعلام "بالمقاوم والممانع".
ومع انطلاق الاحتجاجات في إيران، ظل هذا الإعلام منسجما مع نفسه، فاستخدم المصطلحات ذاتها التي نعت بها الثورة السورية وبعض ثورات الربيع العربي، وتبنى خطاب مسؤولين إيرانيين باعتبار أن طهران تتعرض لمؤامرة أميركية صهيونية أيضا، وهو التبني نفسه لخطاب النظام السوري، وقوى الثورة المضادة التي انقلبت على الربيع العربي.
ووسط مشهد التغطيات الانتقائية، تبرز مصطلحات الحرية والديمقراطية والانتخابات والبرلمان والأحزاب وإرادة الشعوب في وصف ما يجري في إيران اليوم، من قبل إعلام دول طالما دعمت ومولت ثورات مضادة انقلبت على إرادة شعوب عربية لم تكن تطالب بأكثر مما يطالب به الإيرانيون اليوم.