الأمير الوليد طليقا.. ماذا عن معتقلي الرأي؟

وفجر اليوم السبت، سمحت السلطات السعودية لمراسلة لوكالة رويترز بمقابلة الأمير الملياردير، والتجول في الجناح المحتجز فيه بفندق الريتز كارلتون منذ اعتقاله مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ضمن حملة لمكافحة الفساد، اعتقلت خلالها عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال.
سلمان العودة لا يُعرف عنه شيئا و الوليد بن طلال تلتقي به وكالة عالمية!
العلماء في ظلمات السجون والأمراء تحت أنوار الإعلام الأجنبي وكلاهم معتقل!
وعند الله تجتمع الخصوم. pic.twitter.com/Bc2p9smgYG— بن قفيط (@bin_kfit) ٢٧ يناير، ٢٠١٨
أمراء ورجال أعمال
كثيرون خرجوا اليوم من #الريتز ونحن لا نزال معتقلين داخل مخاوفنا وتغييبنا، لا نعرف، لا نسأل ونتحدث همسا .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) ٢٦ يناير، ٢٠١٨
حيث أفرجت عن كل من وليد آل إبراهيم، مالك شبكة (إم بي سي) التلفزيونية، وفواز الحكير، أحد
من "ريتز كارلتون".. #الوليد_بن_طلال يرد على شائعات إساءة معاملته
:
التفاصيل 👈: https://t.co/jZVM4yEdif— صحيفة عاجل (@ajlnews) ٢٧ يناير، ٢٠١٨
#الوليد_بن_طلال من مقر احتجازه في الريتزكارلتون: أنا بخير وأمارس حياتي بشكل طبيعي. لا يزال النقاش مستمراً مع الحكومة السعودية حول التسوية المالية. أنا في وطني وبين أهلي.#الملك_يحارب_الفساد #السعودية pic.twitter.com/iPKd64KHWr
— عبدالرحمن العصيمي (@AHAlosaimi) ٢٧ يناير، ٢٠١٨
أين معتقلو الرأي؟
لكن المفارقة التي تكشف عنها مقابلة الأمير الوليد بن طلال، ومن قبلها تصريحات المسؤولين السعوديين المتتالية عن معتقلي فندق الريتز كارلتون، هو حرصها على نفي كل التقارير والأخبار التي تحدثت عن سوء أوضاعهم ومعاملتهم.
بل إن الإعلام السعودي ركز على تفاصيل استقبال وزير الحرس الوطني السابق الأمير متعب بن عبد الله لولي العهد محمد بن سلمان نهاية الشهر الماضي، وذلك بعد إفراج السلطات السعودية عن الأمير متعب الذي اعتقل ضمن حملة مكافحة الفساد.
🔴ها هم «محتجزو الريتز» يخرجون الواحد تلو الآخر .. أما المفكرون والدعاة وأساتذة الجامعات وخبراء الاقتصاد والمغردون والناشطون المعتقلون تعسفياً لا يزالون رهن الاعتقال .. والأدهى أن السلطات لا تزال تتكتم عن أخبارهم ولا تعلن أي شيء عن ظروف احتجازهم .. وتمنعهم من الاتصال بذويهم !!! https://t.co/I9tpxRIIHt
— معتقلي الرأي (@m3takl) ٢٦ يناير، ٢٠١٨
ومطلع الشهر الجاري ظهر وزير المالية إبراهيم العساف في جلسة لمجلس الوزراء، بعد احتجازه لنحو شهرين، لتشكل حملة مكافحة الفساد مفارقة بنقل متهم بالفساد من السجن للوزارة، دون أي توضيح لما جرى معه.
▪️من قمة التناقضات في #السعودية ..
أن صاحب المال والجاه حتى لو اتهم بـ #الفساد فإنه يحتجز في فندق فخم، ثم تتم "التسوية" معه .. ثم يخرج معززاً مكرماً ..
أما من يطالب بحقوق أبناء مجتمعه .. فيعتقل سنوات بلا تهمة في زنازين ضيقة قذرة، ثم إن خرج يبقى ممنوعاً من الكلام والسفر. pic.twitter.com/d8CjpW6eSP— معتقلي الرأي (@m3takl) ٢٧ يناير، ٢٠١٨
كما أن عددا من أبناء الأمراء والمسؤولين الذين كانوا يحتجزون في الريتز كارلتون صرحوا مرات عدة بأن ظروف الاحتجاز "جيدة"، ونفوا الأخبار عن تعرضهم للإساءة.
سجن الحائر
منذ 9 سبتمبر 2017 وحتى اللحظة، تم اعتقال عدد كبير من الرموز والعلماء والمفكرين والأكاديميين والقضاة .. وصلنا حتى الآن اسماء 76 منهم 👇 pic.twitter.com/cM11zQAp3J
— معتقلي الرأي (@m3takl) October 31, 2017
ومن أبرز المعتقلين سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، والخبير الاقتصادي عصام الزامل، إضافة إلى 45 من أساتذة الجامعات، ويحمل أربعون منهم شهادة الدكتوراه، كما أن عشرة منهم هم قضاة ومحامون.
ولا يقتصر الفرق في المعاملة بين معتقلي الريتز كارلتون من الأمراء ورجال الأعمال، ومعتقلي الرأي في الحائر، على اهتمام السلطات السعودية بما ينشره الإعلام الأجنبي من قصص عنهم، بل في قدرة عائلات الأمراء على معرفة أخبارهم، مقابل غيابها تماما عن عائلات الحائر.
الأمير والعودة
سيدي الوالد بصحة طيبة، وكل ما أثير حول صحته عارٍ عن الحقيقة، وقد دخل المستشفى لإجراء فحوصات طبيعيه وخرجَ ولله الحمد وهو ينعم بالصحةِ الوافرةِ، وكُل ما عدا هذا عنْ صحته مُلفقٌ.
— عبدالعزيز بن طلال (@AAzizTalal) January 1, 2018
فبعد أن نشرت وسائل إعلام غربية أخبارا عن نقل الأمير الوليد بن طلال للمستشفى مطلع الشهر الجاري بسبب تعرضه لسوء المعاملة -كما قالت- نشر عبد العزيز بن الوليد تغريدة ينفي فيها ما ورد في هذه التقارير، وتحدث عن تمتع والده بصحة جيدة، وأن زيارته للمستشفى كانت لإجراء فحوص طبيعية.
مضت أيام على خبر رؤيته في المستشفى ، وحتى الآن.. لم يسمح له بالتواصل ولم يتم الإفراج عنه.
الحكومة السعودية لم تبلغنا لحد الآن أي شيء يتعلق بصحة الوالد #الشيخ_سلمان_العودةاللهم في هذا اليوم العظيم فرّج عنه واشفه، وتولّه بحفظك، واجعل كيد الظالمين في نحورهم.
— عبدالله العودة (@aalodah) January 19, 2018
في المقابل، فإن عبد الله نجل الداعية سلمان العودة غرد مرات عدة عن نقل والده للمستشفى، دون أن تتمكن العائلة من الوصول لأي أخبار أو معلومات عنه.
الأمر ذاته ينطبق على بقية المعتقلين، ومنهم مصطفى الحسن المصاب بالسرطان في مراحل متقدمة، دون أي معلومات عنه، بحسب حساب "معتقلي الرأي على تويتر".
ويرجح مراقبون وجود رغبة لدى السلطات السعودية في إغلاق ملف الريتز كارلتون بعد أن أعلن الفندق أنه سيعود لاستقبال زبائنه اعتبارا من مطلع الشهر القادم، لكن التساؤلات تبقى حائرة لدى عائلات "معتقلي الرأي"، ليس عن موعد إغلاق سجن الحائر، وإنما عن الوقت الذي سيسمح فيه لهم بزيارة ذويهم أو معرفة أخبارهم.