عون يعيد الدفء لعلاقات لبنان والكويت

بعد زيارة دامت يومين، تلقى الرئيس اللبناني ميشال عون وعدا بتقديم مساعدات من مضيفه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في مؤشر لعودة الدفء لعلاقات الجانبين بعد برود دام لأشهر.

وقد بدأ عون زيارته أمس الثلاثاء وختمها اليوم، وكان برفقته وفد كبير يضم مدير الأمن ووزير الخارجية مما عكس رغبة بيروت في إغلاق قضية اتهام حزب الله بدعم خلية استخبارية بالمال والسلاح لزعزعة استقرار الكويت.

وكان موضوع هذه الخلية أدى لهزة عنيفة في علاقات البلدين خصوصا بعد أن تحفظت الكويت على قبول السفير اللبناني المقترح ريان سعيد.

ولكن من الواضح أن الكويت ردت على مساعي عون بإيجابية، وهو ما من شأنه أن يعيد العلاقة التاريخية بين البلدين إلى وضعها الطبيعي، وفق مراقبين.

وقد شدد أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح على أهمية التعاون العربي في ظل التطورات الدولية في المنطقة، وأكد عدم تردده في مساعدة لبنان.

ومن أهم مؤشرات طي صفحة الخلاف، موافقة أمير الكويت على تحريك الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية "لتوفير احتياجات لبنان" والمساهمة في دعمه المباشر أو عبر المؤتمرات الدولية.

ولم يتحدث عون صراحة عن حزب الله، لكنه لمح إلى أن سياسته تتبع منهج الإصلاح لا التشهير في تعامله مع المواطنين اللبنانيين وعدم ابتعادهم عن إطار الدولة.

إعلان

يذكر أن محكمة الجنايات في الكويت أصدرت عام 2016 أحكاما بإعدام اثنين من المتهمين في قضية "خلية حزب الله" والسجن لفترات متفاوتة بحق آخرين، لإدانتهم بالتخابر مع الحزب وإيران للقيام بأعمال عدائية ضد الكويت.

‪سعد الحريري (يسار) زار الكويت في أغسطس/آب الماضي والتقى برئيس وزرائها جابر المبارك الصباح‬ (وكالة الأنباء الكويتية)
‪سعد الحريري (يسار) زار الكويت في أغسطس/آب الماضي والتقى برئيس وزرائها جابر المبارك الصباح‬ (وكالة الأنباء الكويتية)

رسالة احتجاج
وفي يوليو/تموز الماضي بعثت الكويت برسالة احتجاج إلى لبنان بشأن اتهام الحزب بالتخابر ودفع الأموال وتقديم الأسلحة والقيام بأعمال عدائية لزعزعة استقرار البلاد.

ولكن هناك من يرى أن هذه الرسالة أصبحت من الماضي وأن الأمور تسير نحو الأفضل وعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين.

وجاءت زيارة عون للكويت بعد قرابة خمسة أشهر من استقبالها لرئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري برفقة وزير الداخلية نهاد المشنوق وإعلانه حينها استعداد بيروت للتعاون مع الكويت في قضية "خلية حزب الله".

وقد أكد المسؤولون اللبنانيون خلال اللقاءات مع نظرائهم الكويتيين حرصهم على أمن واستقرار الكويت، وتقديرهم للدور الذي تقوم به لرأب الصدع في البيت الخليجي، بالإضافة لدورها في مساعدة لبنان على تحقيق التنمية والاستقرار.

المصدر : الجزيرة

إعلان