هل يشوّه السيسي عنان بفزاعة الإخوان؟

صور حملات دعم السيسي للرئاسة منتشرة في كل مكان بالمخالفة للقانون ومحظورة على المنافسين.
صور حملات دعم السيسي للرئاسة منتشرة بالأماكن المحظورة على المنافسين (الجزيرة نت)

عبد الله حامد-القاهرة

قال المفوّض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا -في رسالة شخصية- إن الإخوان قد يقبلون انتخاب سامي عنان للرئاسة بعدة شروط، مما دفع حملة عنان لرفض الرسالة والرد على هجوم مؤيدي منافسه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومن الشروط التي تضمنتها رسالة ندا لعنان، استخلاص القوات المسلحة من قبضة السيسي وإعادتها لخدمة الشعب وحمايته وحماية الدولة، وإعادة الاعتبار لنتائج الانتخابات التي قفز عليها السيسي.

ومنها أيضا الطلب من رئيسها المنتخب محمد مرسي التنازل لمصلحة الأمة، وتطهير الشرطة والقضاء، وإلغاء الأحكام المسيسة التي حكمت في عهده وتحرير المعتقلين وتعويضهم، وإعادة النظر في قرارات السيسي في ثروة البلاد وحدودها، بحسب نص الرسالة.

واستثمرت الصفحات المؤيدة للسيسي على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الرسالة في الهجوم على المرشح سامي عنان، في محاولة لإدانته بزعم "التحالف مع جماعة الإخوان المحظورة في مصر".

سامي عنان مهدد بالاعتقال بحسب أعضاء حملته (الجزيرة نت)
سامي عنان مهدد بالاعتقال بحسب أعضاء حملته (الجزيرة نت)

جماعة محظورة
وألقي القبض على عدد من أنصار عنان في المحافظات بزعم انتمائهم إلى جماعة محظورة، بينما أعلنت حملة عنان على صفحتها الرسمية رفض أي إملاءات أو شروط من أي طرف.

ومضت تداعيات الرسالة ما بين هجوم أنصار السيسي على عنان ورفض أنصار عنان للرسالة، على الرغم من نفي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير علاقة الجماعة برسالة ندا لعنان، وأن رسالته هي "رأيه الشخصي".

وأكد المتحدث باسم الفريق عنان أستاذ العلوم السياسية حازم حسني رفض عنان الرسالة، موضحا أنه "لم ولن يكون هناك أي تحالف أو حتى تواصل بين عنان والإخوان"، معلنا الترحيب بكل من يريد الوقوف على أرضية مشتركة جامعة لكل المصريين.

وألمح حسني إلى وجود تشويه متعمد من قبل النظام لعنان بمحاولة إيجاد رابط بين ترشحه وبين تأييد الإخوان له، وأضاف أن "كثيرا من الصهاينة يعلنون دعمهم للسيسي، فهل يمكن اعتبار ذلك إدانة له؟".

يرى الكاتب الصحفي قطب العربي أن الإخوان لم يحددوا موقفا من الانتخابات حتى الآن، ولا يزالون في مرحلة ترقب لمآلات الصراع الدائر، انتظارا لظهور القائمة النهائية للمرشحين التي ستثبت إن كان فيها منافسون حقيقيون أم "كومبارسات"

حقوق الإنسان
واستدرك المتحدث باسم عنان بالقول إن هناك الكثير من المطالب والشروط التي يرفعها هذا الطرف أو ذاك هي بالفعل من صميم برنامج عنان للديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات وصون الأرض، وتحدث عنها بيان عنان للترشح. وأضاف أنه لو تبين تعرض أي مصري لمظالم بغض النظر عن انتمائه للإخوان أو غيرهم، فسوف تعاد محاكمته على أسس عادلة.

ورأى الكاتب الصحفي قطب العربي أن الإخوان لم يحددوا موقفا من الانتخابات حتى الآن، ولا يزالون في مرحلة ترقب لمآلات الصراع الدائر، انتظارا لظهور القائمة النهائية للمرشحين التي ستثبت إن كان فيها منافسون حقيقيون أم "كومبارسات" (ممثلون هامشيون).

وتوقع العربي أن يسعى المرشحون الذي يتبرؤون الآن من تأييد الإخوان إلى "طلب تأييدهم" بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حين تنكشف الصورة ويظهر منافسون لديهم فرصة للتغيير عبر الصندوق.

ويعتبر المتحدث أن ذلك سلوك سياسي طبيعي في المعارك الانتخابية الحقيقية، ويمكن للجماعة ساعتها دراسة الموقف بجدية، لتحدد مكاسبها وخسائرها من دعم هذا المرشح أو ذاك، أو حتى الاستمرار في مقاطعة الانتخابات باعتبارها "هزلية وتشرعن حكم السيسي لدورة جديدة".

كسب أصوات
ويتوقع العربي أن عملية اتخاذ القرار ستعتمد على محددات تطرحها الجماعة كمطالب وطنية، إذا التزم بها أحد المرشحين فقد ينجح في كسب أصوات الإخوان.

وانتقد مسؤول الشباب في حملة السيسي الرئاسية السابقة حازم عبد العظيم تصريح يوسف ندا، ووصفه بأنه يفتقد للذكاء السياسي كما أن توقيته خاطئ تماما، لأنه يملي شروطا قد تكون فعلا ضمن برنامج سامي عنان الذي ينوي عرضه على الناخبين، واستباق ذلك بتصريح من ندا ربما يحرج عنان ويجعله يبدو كمن استجاب للشروط.

ويثمن عبد العظيم مسارعة القيادي الإخواني إبراهيم منير لنفي طرح تلك الشروط الواردة في رسالة ندا، لافتا إلى أن إعلام السيسي رغم ذلك عمل بكل جهده على استثمار فزاعة الإخوان لتشويه سامي عنان، وهي الفزاعة التي "باتت كالأسطوانة المشروخة المكشوفة للجميع".

ويتوقع حازم عبد العظيم ألا تنجح "أذرع السيسي الإعلامية وكتائبه الإلكترونية" في إدانة عنان بتحالفه مع الإخوان، الذي يمكن فهم تصريحاته على عمومها بشأن الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين المظلومين من كل التيارات، وليس من الإخوان وحدهم، وهو موقف مبدئي جيد، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة

إعلان