هيئة دولية ترصد انتهاكات بإدارة السعودية للحرمين
أصدرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين تقريرها الأول الذي رصدت فيه أبرز انتهاكات السلطات السعودية في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة، ووثقت عدة انتهاكات مثل اعتقال معتمرين وترحيلهم وتشويه الأماكن التاريخية المقدسة إلى جانب إجراءات تعسفية أخرى بحق معتمرين.
وجاء في التقرير أنه في السابع من يناير/كانون الثاني 2018، غيرت السلطات السعودية مكان الصلاة من المحراب العثماني إلى المحراب النبوي في المسجد النبوي الشريف، وذلك لأسباب سياسية بعد توقف الصلاة في المحراب النبوي لربع قرن من الزمان على خلفية خلافات سياسية بين السعودية وبعض الدول.
ووثقت الهيئة عدة انتهاكات بحق معتمرين تم اعتقالهم وترحيلهم من السعودية، إذ تلقت شكوى من مواطن ليبي يقول إنه وصل الشهر الماضي إلى الرياض لأداء مناسك العمرة فتم اعتقاله وتعريضه للتوبيخ والإهانة بزعم وجود اسمه لدى السلطات السعودية على قائمة زودها بها جهاز الأمن التابع للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
اعتقال وترحيل
ورصد التقرير اعتقال وترحيل معتمرين مصريين بطريقة غير قانونية من السلطات السعودية، بحيث تم توثيق اعتقال 73 معتمرا مصريا وترحيل 66 آخرين إلى بلادهم بالقوة عام 2017.
ووثق التقرير شكاوى من مواطنين مصريين وأردنيين حول تفتيش وفحص هواتفهم النقالة والتحقيق معهم في مطار جدة.
وتناول التقرير استغلال السلطات السعودية أداء المسلمين فريضة الحج ومناسك العمرة بفرض زيادة مرتفعة على رسوم الحج والعمرة مطلع العام الجاري، إذ وصلت رسوم العمرة إلى ألفي ريال للمعتمر الواحد، وهو ما يهدد بحرمان الملايين من المسلمين من أداء هذه المناسك بسبب ضيق الحال وعدم تمكنهم من توفير مبلغ السفر وأداء المناسك.
من جهة أخرى، رصدت الهيئة قبل أيام تقصيرا في الرقابة على المصاحف التي يتم توزيعها وتداولها في ساحات الحرم المكي، بحيث نقلت شهادات عن وجود نسخ محرفة من القرآن الكريم يبيعها العديد من أصحاب البسطات للمعتمرين والحجاج، وأخرى يوزعها مجهولون على زوار بيت الله الحرام.
وفي ختام تقريرها، جددت الهيئة استهجانها تعسف السلطات السعودية بحق مسلمين ومنعهم من حقهم في أداء الشعائر الدينية من دون أي مبرر مقنع. وطالبت الرياض بوقف مثل هذه الممارسات وضرورة احترام مواد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ذات الصلة بالحقوق المدنية والسياسية.
يشار إلى أن الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين تأسست في ماليزيا مع بداية العام الجاري، بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة، والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.