رسائل متعددة بزيارة وزير خارجية إثيوبيا للخرطوم
عماد عبد الهاي-الخرطوم
ولم يخف الطرفان تلك الرسائل التي سلمها الوزير الإثيوبي لقيادة السودان، وتناولت الاستعداد لما تراه الخرطوم وأديس أبابا اعتداء محتملا من مصر وإريتريا على وجه التحديد.
وكان السودان أعلن رسميا ولأول مرة الخميس أنه يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا، بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة "ساوا" المتاخمة لولاية كسلا شرق البلاد.
وتبع ذلك تصريح من وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور يتطرق فيه لما سماها "محاولات لإيذاء السودان من حدوده الشرقية".
وقال غندور في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإثيوبي في الخرطوم أمس الأحد، إن ثمة خيوطا لمحاولات لإيذاء السودان من حدوده الشرقية، لكنه أضاف أنها ليست من دولة بعينها، مشيرا إلى أنه سيتم توضيح تفاصيل المحاولة في الوقت المناسب.
من جانبه، وصف ورقيني قبي علاقات بلاده بالسودان بأنها أهم من أي علاقة مع دولة أخرى، قائلا "نحن شركاء في السراء والضراء، وشعب يشرب من ماء واحد".
تلك الرسالة هي التي رأت القيادة الإريترية ضرورة الرد عليها بما تعتقد أنه تحالف بين الجارتين السودان وإثيوبيا وبعض الجهات الأخرى، لتوريط الخرطوم في أجندة بعيدة عن مصلحة الشعب السوداني، حسب الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أمس الأحد.
ومع تشابك الخطوط وحالة الاستقطاب التي تجري حاليا، تتعمق هوة الخلاف بين الخرطوم وأديس أبابا من جهة والقاهرة وأسمرا من جهة ثانية.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل الجامعية عبد اللطيف محمد سعيد، فإن التحركات الجديدة والحشود العسكرية في الحدود السودانية الإريترية والحدود الإثيوبية الإريترية تنم عن أجواء حرب باردة.
أما الكاتب والمحلل السياسي أشرف عبد العزيز، فيرى أن زيارة الوزير الإثيوبي سيكون لها ما بعدها إذا ما تواصلت المهددات على الحدود السودانية الشرقية.
ولا يستبعد عبد العزيز عودة الأطراف في نهاية المطاف إلى البحث عن تسوية للأزمة، "لأن أي أعمال عسكرية قد تدمر المنطقة برمتها خاصة مصر".
وبلغت الخلافات السودانية المصرية ذروتها بعد استدعاء السودان سفيره في القاهرة الأسبوع الماضي، قبل أن تجدد الخرطوم الجمعة الماضية شكواها في مجلس الأمن الدولي بشأن مثلث حلايب المتنازع عليه مع مصر.