احتجاز عبد الله آل ثاني.. أسلوب الإمارات بالابتزاز السياسي

محمد النجار-الجزيرة نت

بظهوره اليوم الأحد متحدثا عن احتجازه في أبو ظبي، يسجل الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني الحالة الرابعة في سياسة "احتجاز السياسيين"، التي يرى مراقبون أنها باتت تمثل نهجا للسعودية والإمارات لفرض تدخلاتهما على دول المنطقة.
فقد قال عبد الله آل ثاني -وهو أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر– في تسجيل له إنه محتجز في أبو ظبي بعد أن استضافه ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. 
وأعرب الشيخ عبد الله عن مخاوفه من إمكانية تعرضه لأي مكروه، محملا ولي عهد أبو ظبي كامل المسؤولية عما قد يحدث له، كما أعلن براءة قطر وأهلها من المسؤولية عما يمكن أن يحدث له.
 
وكان آل ثاني ظهر في تسجيلات سابقة مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، ولم يعرف مكان إقامته رغم ظهور صور له قال ناشطون إنها التقطت في أبو ظبي.
 

وقدمت وسائل إعلام دول الحصار عبد الله بن علي آل ثاني، إضافة إلى أفراد آخرين من الأسرة الحاكمة في قطر، على أنهم قادة ما تسمى المعارضة القطرية في الخارج.

 

وأعاد تسجيل الشيخ عبد الله التذكير بحالات أخرى لاحتجاز سياسيين في الإمارات والسعودية، حيث اتُهمت الإمارات باحتجاز المرشح الرئاسي المصري السابق أحمد شفيق، كما اتهمت السعودية باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كما أوردت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أنباء عن وضع السعودية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رهن الإقامة الجبرية في الرياض.

ففي نهاية نوفمبر/تشرين الأول الماضي، قال المرشح الرئاسي المصري السابق أحمد شفيق إنه محتجز في الإمارات.

 
وأضاف شفيق في تسجيل خاص للجزيرة إن السلطات الإماراتية منعته من السفر عقب إعلانه الترشح لرئاسة مصر، وأعرب عن رفضه تدخلها في شؤون بلاده.
 
وخاطب شفيق في كلمته المصورة الشعب المصري قائلا إنه أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية. وكان ينوي في سبيل ذلك "القيام بجولة بين أبناء الجاليات المصرية قبل العودة لوطني خلال الأيام القليلة القادمة".
 

احتجاز فانسحاب
وتابع "فوجئت بمنعي من مغادرة دولة الإمارات العربية الشقيقة لأسباب لا أفهمها ولا أتفهمها".

وعقب هذا التسجيل، اعتقلت السلطات الإماراتية شفيق، وقامت بترحيله على متن طائرة خاصة للقاهرة، وظل شفيق متواريا عن الأنظار في فندق، حتى أعلن قبل أيام انسحابه من سباق الرئاسة، وهو ما عده مراقبون النتيجة التي أرادت مصر والإمارات وصول شفيق لها.
 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها من القاهرة إن شفيق أجبر على الانسحاب من سباق الرئاسة، وقال نشطاء إن السلطات الإماراتية تحتجز أفرادا من عائلة شفيق حتى يعلن انسحابه من سباق الرئاسة الذي كان يفترض فيه أن ينافس حليف أبو ظبي والرياض الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 

وقبل أبو ظبي، سجلت الرياض حالة احتجاز لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي ظهر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بشكل مفاجئ في خطاب متلفز من العاصمة السعودية، وعبر وسائل إعلامها، يعلن فيه استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية.

 

احتجاز الحريري
وأعلن الرئيس اللبناني ميشيل عون وسياسيون بارزون في لبنان وقتها أن الرياض تحتجز الحريري.

وتحولت أزمة رئيس الوزراء اللبناني لملف دخلت على خطه عواصم عدة حول العالم، وانتهى الأمر بتسوية قضت بسفره إلى باريس، وأعلن الحريري وقتها أن أفرادا من أسرته باقون في الرياض، وعاد الحريري بعدها للبنان وأعلن منها تراجعه عن استقالته.
 
والحالة الرابعة في ملف احتجاز السياسيين، كانت ما كشفت عنه وكالة أسوشيتد برس الأميركية التي قالت إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يعيش مع عائلته وأفراد حكومته "تحت الإقامة الجبرية في الرياض".
 
ونقلت الوكالة عن مسؤولين يمنيين أن السعودية تمنع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأبناءه ووزراء ومسؤولين في حكومته من العودة إلى بلدهم منذ شهور. 
 

الإقامة الجبرية لهادي
وعزا هؤلاء الأمر لما اعتبروه "العداء المرير بين الإمارات والرئيس هادي"، غير أنها قالت إن السعوديين برروا الأمر بحماية الرئيس اليمني.

 

وبحسب الوكالة، فإن الرئيس اليمني ومسؤولين في حكومته أجبروا على العودة في أغسطس/آب الماضي من مطار الرياض عندما كان يريد التوجه إلى عدن.

من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر الدكتور ماجد الأنصاري إن ما ورد في تسجيل الشيخ عبد الله آل ثاني، ومن قبله ما حصل مع أحمد شفيق ورفيق الحريري، يؤكد أن دول الحصار تتبع أسلوب "الابتزاز السياسي" في التعامل مع السياسيين والدول على حد سواء.
 
وفي رأي الأنصاري -الذي تحدث للجزيرة- فإن هذا السلوك لم يعد غريبا لا عن النظام في أبو ظبي، ولا على دول الحصار بشكل عام.
 

سياسة الإمارات والسعودية
وتابع "هذا السلوك أصبح نمطا في تعامل هذه الدول مع الدول الأخرى، وهذا غير مقبول لأي طرف في العالم، لأنه قد يحدث لأي شخصيات قد تلجأ لهذه الدول".

 
وأشار الأنصاري إلى أن الشيخ عبد الله لم يظهر منذ أكثر من شهرين، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤشر إلى رفض الشيخ عبد الله آل ثاني الاستمرار مع دول الحصار في محاولاتها لإيذاء دولة قطر.
 
أما المحلل السياسي القطري عبد العزيز آل إسحاق، فاعتبر أن إعلان الشيخ عبد الله أنه محتجز في الإمارات، وقبله أحمد شفيق؛ يؤكد الصورة الحقيقية "السوداوية للإمارات في مجال حقوق الإنسان والتدخل في شؤون الدول الأخرى".
 
ومع تكرار مشاهد احتجاز السياسيين في الرياض وأبو ظبي، يتهم نشطاء ومعلقون على منصات التواصل أبو ظبي والرياض بأنهما تتبعان نهجا جديدا في علاقات الدول، عنوانه تحولهما "لأقسام احتجاز" لمن يرفض الخضوع لسياساتهما وتدخلاتهما في دول المنطقة.
إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان