خان يونس تحتضن حديقة للنباتات البرية لاستخدامات طبية

محمد عمران-خان يونس
وأقيمت الحديقة على مساحة ألفي متر، تركت بأوضاعها الطبيعة من ارتفاع مستوى الأرض بجانب وانخفاضها بجانب آخر لتلائم الظروف البيئية للنباتات، في حين ثبتت لافتات إلى جانب كل نبتة توضح اسمها المحلي والعلمي، وتصنيف عائلتها النباتية ودرجة الانتشار وشكل النمو.

وتعد الحديقة أحد مخرجات مشروع مسح التنوع الحيوي للنباتات الطبيعية البرية بمنطقة المواصي على ساحل البحر المتوسط جنوب قطاع غزة، وقد مول مرفق البيئة العالمية (gef) المشروع المقام على مساحة بطول 15 كيلومترا وبعمق كيلومتر.
حماية من الاندثار
ويؤكد منسق المشروع المهندس يانس كلاب أن الحديقة تساهم في الحفاظ على النباتات البرية من الندرة أو الاندثار، ليس على المستوى الفلسطيني فحسب، ولكن على المستوى الدولي كذلك، خصوصا أن من بينها ثمانية أصناف من النباتات المهددة بالانقراض على اللائحة الدولية ذات العلاقة.
ويقول المهندس يانس للجزيرة نت إن المشروع نفذ خلال ستة أشهر بدرجة عالية من الدقة العلمية والبحث الميداني بمشاركة استشاريين في الزراعة والتنوع الحيوي ونظم المعلومات الجغرافية، مما يجعل من مكونات الحديقة البرية وتصنيفاتها دقيقة ومحل ثقة لدى الجهات الرسمية والبحثية، وفق تقديره.
وتبرز أهمية المشروع -بما فيه الحديقة البرية- في توفيره قاعدة بيانات مكانية واضحة لتوزيع النباتات البرية بما يساهم في مراقبة التغيرات الناتجة عن التمدد العمراني والسياحي وأثرها على اختفاء بعض الأصناف.

ويوضح رئيس جمعية تنمية المواصي المنفذة لمشروع مسح التنوع الحيوي إياد السقا أن فكرة افتتاح الحديقة أسندت بخريطة توزيع مكاني للنباتات البرية، وكتاب يقدم شرح تفصيلي لمكونات الحديقة، مشيرا إلى أن المنطقة ما زالت غنية بالنباتات غير المكتشفة التي تحتاج إلى مرحلة جديدة من العمل.
ويؤكد السقا للجزيرة نت أن العمل يسير باتجاه تنفيذ مسح جديد خلال فصل الشتاء لكثافة النباتات البرية بخلاف فصل الربيع الذي أنجز فيه المسح الحالي، إضافة إلى توسيع الحديقة وتجهيزها بشكل أكبر من حيث الإمكانات والمساحة إذا توفر التمويل اللازم.
طب شعبي وصيدلاني
وتضم الحديقة أكثر من سبعين نبتة طبية يستفاد منها في توفير العلاجات سواء عبر الطب الشعبي أو الصيدلاني، ويمكن زيادة إمكانات استخدام بعض النباتات الأخرى كنباتات طبية وفق رأي رئيس قسم البحث العلمي بسلطة جودة البيئة الفلسطينية أيمن دردونة.
ويقول دردونة إنه يمكن تطوير الحديقة من خلال جلب أصناف نباتية جديدة، وعمل بنك للبذور لبعض الأنواع النادرة التي تتوفر بشكل سنوي، إضافة إلى افتتاح مشاريع صغيرة مرتبطة باستخدامات هذه النباتات.
ولأن الحديقة مقامة على أرض تابعة للكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بمحافظة خان يونس يؤكد رئيسها محمد شبير أن الاستفادة منها ستتوسع باعتبارها حقلا للمشاهدة والتدريب لطلبة اختصاص الزراعة.
وبين شبير للجزيرة نت أنها ستفتح أمام طلبة الدراسات العليا والباحثين لتطبيق أبحاثهم العلمية المتخصصة بالتنوع الحيوي ونحوه، مع العمل على استدامتها وتطويرها بما يحقق أهدافها البيئية والطبية والعلمية.