حزب العمال البريطاني المعارض يبدأ مؤتمره السنوي
افتتح حزب العمال البريطاني المعارض الأحد مؤتمره السنوي منتشيا بنتائجه الجيدة في الانتخابات التشريعية المبكرة الأخيرة، التي تأتي بفضل برنامج مناهض للتقشف، وهو البرنامج الذي يسعى زعيم الحزب جيرمي كوربن للاعتماد عليه بهدف العودة إلى الحكم.
وكان حزب العمال أحدث مفاجأة في انتخابات يونيو/حزيران 2017 بحصوله على ثلاثين مقعدا إضافيا في مواجهة حزب المحافظين، مما شكل تأييدا واضحا للإجراءات اليسارية التي دافع عنها كوربن بعد عام من انتخابه المثير للجدل على رأس الحزب.
وقال كوربن في مقابلة مع صحيفة الغارديان "هذه الانتخابات غيّرت السياسة في بلادي"، مضيفا أن "قوة الحزب" ستكون المحور المركزي للمؤتمر الذي ينظم في منتجع برايتن (جنوب إنجلترا)، ويستمر أربعة أيام.
وشدد على أن حزب العمال "أقوى من أي وقت مضى"، في حين أن الحكومة المحافظة "تتراجع".
انتقاد المحافظين
وأضاف الزعيم العمالي المعارض "سنستخدم قوتنا في البرلمان والدعم الذي نحظى به في البلاد لانتقاد المحافظين في كل مرحلة".
وتابع "كلما كان ذلك ممكنا سنعرقل محاولاتهم لجعل حياة الملايين أصعب في سبيل خفض ضرائب الأثرياء"، مشددا على أن حزب العمال يريد الاستثمار في السكن والصحة والخدمات الاجتماعية والصناعة.
وفي برنامج الحزب كتب كوربن أنه سيكافح ضد مجتمع "تحتكر فيه الفرص لحفنة من أصحاب الحظوة".
وقبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر، انتقد زعيم العمال في اجتماع لحزبه منافسه حزب المحافظين ووصفه بأنه "حزب أغنياء في خدمة الأثرياء".
كما عزز كوربن سلطته في حزب العمال من خلال دفعه اللجنة التنفيذية الوطنية لإقرار إجراء يمنح المزيد للقاعدة والنقابات المؤيدة له في هذه اللجنة القيادية.
مؤشرات إيجابية
وبحسب استطلاع لمعهد "يوغوف" في منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، فإن حزب العمال بات يتفوق على حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي في نوايا التصويت بـ 42% مقابل 41%، وهي نتيجة لم يكن أحد يتوقعها قبل عام.
مجلة "إيكونوميست" البريطانية أقرت بنجاح كوربن، ولم تستبعد إمكانية أن يصل ذات يوم إلى الحكم في مواجهة يمين بات في وضع هش منذ أن فقد أغلبيته المطلقة في البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة.
ووضعت المجلة عنوانا لمقال خصصته لكوربن الذي غالبا ما تنتقده، ورأته "الأقرب لأن يصبح رئيس وزراء بريطانيا المقبل".
يشار إلى أن حزب المحافظين تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في يونيو/حزيران الماضي، غير أنه خسر أغلبيته المطلقة، مما شكل هزيمة قاسية لرئيسة الوزراء التي كانت تأمل تعزيز أغلبيتها في البرلمان وإطلاق يدها في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
أما حزب العمال المعارض فنال 261 مقعدا بزيادة ثلاثين مقعدا، في حين خسر الحزب القومي الأسكتلندي نحو عشرين مقعدا.