البارزاني يفتح الباب أمام تأجيل الاستفتاء

فتح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الباب أمام تأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم حيث قال إنه تسلم مؤخرا من المجتمع الدولي مقترحات جديدة بديلة عن إجراء الاستفتاء، واصفا هذه المقترحات بأنها أفضل مما قدم سابقا.
وأضاف البارزاني أن التفاوض مع بغداد يكون في التفاصيل وتحديد الحدود والموارد المائية والنفطية بإشرافٍ وضمانةٍ دولييْن، وأنه إذا لم يُتوصل إلى اتفاق فسيُجري إقليم كردستان الاستفتاء، وعلى بغداد والمجتمع الدولي الاعتراف به وبنتائجه، على حد قوله.
وفي كلمة ألقاها اليوم، قال رئيس إقليم كردستان العراق إن الاستفتاء "وسيلة وليس هدفا" وذلك لإبلاغ العالم أن الإقليم يريد الاستقلال، وأضاف "لقد قلنا دائما إنه إذا كان هناك بديل يحل محل الاستفتاء، فليست لدينا مشكلة، لكن إذا لم يكن هناك بديل فمن المستحيل تأجيله".
اتفاق بديل
وبدا واضحا من حديث البارزاني اليوم أنه حصل على بعض ما كان يأمل تحقيقه، وأشار إلى أن "المجتمع الدولي أصبح مهتما بالموضوع وقدم بعض الأفكار والرسائل.. في الحقيقة تختلف نبرتها عما سبق، فقد صيغت العبارات باحترام وتقدير عال من قبلهم بالقضية الكردية".
لكن البارزاني قال إن المشكلة الأساسية للإقليم ليست مع المجتمع الدولي وإنما مع بغداد، مطالبا بالتوصل إلى اتفاق معها ومؤكدا أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق يدعمه المجتمع الدولي والأمم المتحدة فإن هذا يمكن أن يكون بديلا عن إجراء الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر الجاري.
وأمام حشد ضم الآلاف من مؤيدي الاستفتاء، قال رئيس إقليم كردستان "إذا لم يكن هناك بديل حقيقي خلال ثلاثة أيام فمن المستحيل أن نؤجل الاستفتاء، وإذا وجد البديل الضامن لحقوقنا فإننا في 25 سبتمبر/أيلول سنقيم احتفالات جماهيرية، وإذا لم يصلنا البديل فسنصوت جميعا في اليوم نفسه".
رفض دولي
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تصاعدا في درجة الرفض الإقليمي والدولي لإجراء الاستفتاء، حيث رفضته حكومة العراق وبرلمانه كما أمرت المحكمة الاتحادية العليا فيه بوقف إجراءاته.
وعبرت تركيا المجاورة التي يعيش في جنوبها عدد كبير من الأكراد عن رفضها القاطع لإجراء الاستفتاء، وقال وزير دفاعها نور الدين جانيكلي اليوم إن أنقرة لا يمكن أن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي عند حدودها الجنوبية، مؤكدا أن مثل هذا التغيير قد يشعل شرارة صراع عالمي.
وبدورها رفضت الإيران الاستفتاء، وجدد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف التأكيد على ضرورة احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدة أراضيه واحترام الدستور العراقي.
كما عبرت الأمم المتحدة ودول كبرى تتصدرها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن معارضتها لخطوة الاستفتاء.