الحوثي وصالح.. تصعيد بين شركاء الانقلاب بصنعاء

A Yemeni man sticks posters bearing the portrait of former president Ali Abdullah Saleh on his car ahead of celebrations for the 35 year anniversary of the establishment of the former president's party, General People's Congress, in the capital Sanaa on August 19, 2017. / AFP PHOTO / Mohammed HUWAIS (Photo credit should read MOHAMMED HUWAIS/AFP/Getty Images)
أنصار الرئيس المخلوع يحشدون لتجمع كبير الخميس المقبل في صنعاء (غيتي/الفرنسية)

الجزيرة نتصنعاء

تصاعد الخلاف بين شريكيْ الانقلاب والحرب في صنعاء على نحو غير مسبوق، حتى أن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي خصص عصر أمس السبت خطابا للهجوم على حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، واتهم بعض قياداته بالخيانة وأنهم يسعون لعقد صفقات استسلام.

وجاء خطاب الحوثي عقب دعوة اللجنة الثورية الحوثية إلى حشد مسلحيها لإقامة اعتصامات على مداخل صنعاء، على غرار ما حدث قبل اجتياحهم العاصمة قبل نحو ثلاث سنوات.

ويأتي حشد الحوثيين ردا على المهرجان الذي يستعد حزب المخلوع لإقامته في ميدان السبعين بصنعاء الخميس المقبل، ويحشد له على نحو غير مسبوق أنصاره من كل المناطق.

في هذا الوقت، تحدثت أنباء عن انتشار قوات للحرس الجمهوري موالية لصالح جنوب صنعاء لتأمين مهرجان الحزب الذي بدأ يثير حفيظة الحوثيين، حتى أن قيادات حوثية بدأت عبر وسائل التواصل تلوّح بتفجير الوضع عسكريا مع صالح وحزبه.

تصعيد الحوثيين باتجاه حليفهم المخلوع وحزبه كان واضحا، حتى أن الحوثي حسن زيد وزير الشباب والرياضة بحكومة الانقلاب في صنعاء دعا لضرب رأس الفتنة، في إشارة إلى تصفية صالح.

عبد الملك الحوثي هاجم حزب صالح وقال إنه يتلقى منه طعنات في الظهر
عبد الملك الحوثي هاجم حزب صالح وقال إنه يتلقى منه طعنات في الظهر

وجاء خطاب الحوثي أمس ليؤكد حالة التوجس والصراع مع حلفاء الانقلاب، وقد خصص الحوثي خطابه للهجوم على حزب صالح وقياداته التي اتهمها بالخيانة والسعي لصفقات استسلام، وأكد أنه يتلقى الطعنات في الظهر.

ورأى المحلل السياسي ياسين التميمي أن خطاب الحوثي "تضمن حصاد الفشل الذي منيت به جماعته منذ أن استولت على العاصمة صنعاء بمساعدة الجيش والأمن المواليين للمخلوع صالح".

وقال التميمي في حديث للجزيرة نت "الحوثي في خطابه مضى ضمن مسارين، الأول أراد من خلاله التبرؤ من فشل ذريع منيت به الحكومة الانقلابية الائتلافية مع حزب صالح، وتحميله المسؤولية عن هذا الفشل".

واعتبر أن "المسار الثاني في خطاب الحوثي دشن فيه مرحلة من الصراع المعلن، والاتهامات المتبادلة مع إطلاق تهم الغدر والخيانة بشركائه المؤتمريين، وهو صراع وجود يخوضه شركاء الانقلاب".

ويعتقد التميمي أن "خطاب الحوثي عكس الأزمة متعددة الأبعاد التي تعصف بالانقلابيين، وأعطى مؤشرات جدية على حجم الخلاف والتباين بين شريكيْ الانقلاب على نحو مغاير لما يحاول المخلوع صالح إثباته عبر التقليل من شأن هذه الخلافات".

وأكد أن "الحوثي قلق من الترتيبات الأحادية للمخلوع صالح، والتي تأخذ شكل التحضير لفعالية حزبية لكنها تخفي أهدافا مصيرية فيما يتعلق بالعلاقة الشائكة والمكلفة مع الحوثيين".

تجمع سابق لأنصار جماعة الحوثي في صنعاء
تجمع سابق لأنصار جماعة الحوثي في صنعاء

من جانبه، قال مدير مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد إن "خطاب الحوثي يوضح خوفا واضحا جدا من تحركات حزب المؤتمر الشعبي، وهنا ليس الخوف من حزب صالح بل من أي تحالف له مع جهات أخرى محلية وإقليمية تقاتل إلى جانب الشرعية لإنهاء الانقلاب".

وأضاف أن "مصدر الخوف هو شعور الحوثي أن جماعته أصبحت منبوذة مجتمعيا وتحملت أعباء الفشل، ولذلك ساق مبررات كثيرة ليدين شريكه ويخفف عبء الفساد بالذات في إدارة الدولة وإدارة الحرب".

وأشار محمد في حديث للجزيرة نت إلى أن "الحوثي أراد أن يكون خطابه أيضا خطاب تحد، وقد تبعه أعمال ميدانية تتمثل في تمزيق صور وملصقات وشعارات حزب المؤتمر، وهذا الأمر هو ديدن الحركة الحوثية التي تعودت الهروب إلى الأمام ولا تتراجع للخلف مطلقا حتى وإن دعت للحوار إلا أن طبيعتها التصعيد مع خصومها".

ويقول أيضا "هناك خلاف واضح وكبير بين طرفيْ الانقلاب، فكلا الطرفين لديهما مخاوف من أي انتكاسة أو هزيمة عسكرية قريبة، وهو ما اكتشفه حزب المؤتمر متأخرا، وقام بتحركات سياسية في محاولة لإحداث اختراق لإنهاء الحرب".

ومن وجهة نظر مدير مركز أبعاد فإن صالح والحوثيين يدركان أن "أي مواجهة مسلحة في صنعاء سوف يفقدان فيها ما لا يفقدانه في الحرب مع قوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي طوال ثلاث سنوات".

وتوقع أن يبادر صالح بإطفاء الحريق وأن يجعل من الاحتفال بذكرى تأسيس حزبه مهرجانا شعبيا ضد التحالف العربي مع وضع خطة لإضعاف الحركة الحوثية في صنعاء، وربما بدء التحالف مع تيارات سياسية يمنية أخرى في مرحلة مقبلة. 

المصدر : الجزيرة