إعلاميون سودانيون: طلب إغلاق الجزيرة منافٍ للأعراف

عماد عبد الهادي-الخرطوم
وبينما تناول بعضهم تغطية قناة الجزيرة للأحداث في العالم والمنطقة العربية ووصفوها بالموضوعية، حذر آخرون من أن يصبح مطلب إسكات الجزيرة مطية لقتل كل عمل إعلامي حر في المنطقة، مشيرين إلى أن ذلك يشكل "سابقة خطيرة وفزاعة لكتم أنفاس الصحفيين وتكميم أفواههم".
ورغم انتقاد بعضهم لتغطية الجزيرة تجاه بعض القضايا الراهنة في المنطقة، فإن ذلك لم يقدح في مهنيتها وحياديتها تجاه كثير من القضايا الكبرى، "مما شكل رأيا عاما حول تلك الخصائص".

صراع سياسي
وعاب الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح على الجزيرة ما رآه انحيازا إلى بعض التيارات عقب ثورات الربيع العربي، لكنه أشار إلى أن القناة كانت حاضرة في وقت الحدث، بل صارت مصدرا يعتمد عليه في استقاء المعلومات، وقادرة على التغطية الشاملة خاصة في الحرب على العراق.
وأكد صالح أن الحاضنة الرئيسية للجماعات الإرهابية وتفريخها هي دولة أخرى وليست قطر التي تسعى بعض الدول للانقضاض عليها، رافضا الدعوة أو المطالبة بإغلاق الجزيرة لأن فيها تجاوزا للأعراف الدولية وقيم حرية الصحافة والإعلام بشكل مباشر، فضلا عن كون المطلب "سابقة من نوعها في التاريخ بأن تنادي دول بإغلاق قناة مع أنها تمتلك قنوات مماثلة لها".
ونادى نقيب الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي بضرورة عدم التضييق على أي وسيلة إعلامية، معتبرا أن ما يحدث للجزيرة منافٍ للأعراف والمواثيق الدولية، وقال إن الجزيرة ليست جزءا من الأزمة وليست جزءا من الحل، معتبرا أن المنطقة تخضع لتشكيل جديد.
وأضاف الصادق أن الجزيرة ضحية لهذا المشروع السياسي الكبير، "وأن المطالبة بإغلاقها مطالبة ظالمة لن تجد من يؤيدها"، داعيا إلى عدم الزج باسم الجزيرة في الصراع بين الدول العربية أو أي جهة أخرى، ووقوف الصحفيين والإعلاميين ضد أي سعي لإغلاق أي مؤسسة إعلامية.