مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بعد مواجهات ليلية
مواجهات ليلية
وكبّر عشرات المصلين الفلسطينيين في وقت سابق الاثنين عند باب الأسباط، وهتفوا "بالدم بالروح نفديك يا أقصى" في ظل انتشار أمني إسرائيلي كثيف. وأقامت قوات الاحتلال الأحد بوابتين إلكترونيتين عند بابي الأسباط والمجلس، وأبقت عشر بوابات أخرى للمسجد الأقصى مغلقة.
وأبعدت قوات الاحتلال المصلين عند باب الأسباط بالمسجد الأقصى، واعتقلت أحدهم، كما اعتقل طفل في الثانية عشرة قال الجيش الإسرائيلي إنه ألقى زجاجة باتجاه جنوده بالمنطقة نفسها، ولم يدخل أي فلسطيني عبر بابي الأسباط والمجلس رغم أنهم قدموا إلى كل مداخل البلدة القديمة في القدس وصلَّوا عندها.
من جهتها، وجهت المرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة نداء إلى أهل المدينة وفلسطين بوجه عام، وطالبت المرجعيات الممثلة في رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ومفتي القدس والقائم بأعمال قاضي القضاة، أهل القدس وفلسطين برفض ومقاطعة كافة إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة، والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم، بما فيها فرض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد المبارك.
وطالبوا الأهالي بعدم التعامل معها مطلقا، وعدم الدخول من خلالها إلى المسجد، كما طالبوا بشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة والتعبد فيه، وأداء الصلاة والتعبد أمام أبواب المسجد الأقصى وفي شوارع القدس وأزقتها، إذا استمر فرض البوابات الإلكترونية.
ردود أفعال
من جهة أخرى، نظمت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي مسيرة جماهيرية حاشدة بمدينة غزة رفضا لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة في المسجد الأقصى شارك فيها قياديون من الحركتين. وندد المشاركون بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض السيطرة على ساحات الأقصى، مطالبين بالنفير وتصعيد الانتفاضة وتكثيف الحراك نصرة للمسجد الأقصى المبارك.
وكانت الحركتان قد حذرتا في بيان صحفي مشترك من أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن المساس به أمر لا يمكن السكوت عنه بأي حال، ودعتا إلى وقف الإجراءات الإسرائيلية، ورفع يد حكومة الاحتلال عن المسجد الأقصى، وعودة السيادة عليه لدائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت، ووقف اقتحامات المستوطنين لساحاته الشريفة، والكف عن ملاحقة المصلين والمرابطين.
من جهتها أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأربعاء القادم يوم غضب، ودعت إلى زحف جماهيري نحو المسجد الأقصى ضمن حراك يستهدف مواجهة التصعيد الإسرائيلي ضد المقدسات الإسلامية.
وعلى الصعيد الدولي، دانت الحكومة التركية بشدة أمس الاثنين على لسان نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش إغلاق إسرائيل باحة الأقصى، مؤكدة أن هذا الإجراء "غير مقبول بالمرة" ويشكل جريمة ضد الإنسانية.
وفي المغرب نظم المئات من المتظاهرين وقفة أمام مقر البرلمان في الرباط احتجاجا على منع قوات الاحتلال الإسرائيلي الصلاة في المسجد الأقصى وانتهاك المقدسات الإسلامية.
ورفع المحتجون شعارات مناهضة لإسرائيل وعنصريتها تجاه الفلسطينيين، كما نددوا بتخاذل الحكام العرب وتواطئهم مع الكيان الصهيوني، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوضع حد للتصرفات الإسرائيلية الأخيرة.