وزير الإعلام السوداني.. اعتذار عن كل التصريحات
عماد عبد الهادي-الخرطوم
وقال الوزير في تصريح مقتضب للصحفيين عقب حضوره اجتماع لجنة الإعلام في البرلمان الأحد، إنه لن يتقدم باستقالته من منصبه، واعتبر أن دعوات الاستقالة "يتبناها بعض الحانقين والحاقدين والمكايدين".
وأضاف "لماذا أستقيل أنا وقد وضحت للإعلام المصري وجهة نظر السودان حول سد النهضة، وتحدثت عن قضايا تهم السودان، وما قلته عن قناة الجزيرة كان خارج النطاق".
أما رئيس لجنة الإعلام في البرلمان الطيب مصطفى فقال إنه استوضح الوزير حول كافة تصريحاته التي أدلى بها لوسائل الإعلام المصرية، "بما فيها انتقاده لقناة الجزيرة ونفيه دعم مصر للحركات المتمردة بدارفور".
وأكد مصطفى أن الوزير دافع عن موقفه بقوة، وذكر أن تصريحاته تم بترها ولا سيما فيما يتعلق بدعم مصر للحركات المسلحة في دارفور، وقال إنه كان يعبر عن رأي شخصي فيما يتعلق بقناة الجزيرة.
وكشف مصطفى للصحفيين أن الوزير قدم اعتذارا عن حديثه السلبي والأخطاء التي ارتكبها، واعتبر أن الاعتذار كاف وأن اللجنة "لا ترغب في التصعيد وتعقيد الأمور، لأن إجراءات الاستجواب والإقالة معقدة، كما أننا لا نريد اتخاذ موقف صارم يشير إلى أن السودان منحاز لأحد أطراف الأزمة الخليجية".
وكان وزير الإعلام السوداني اتهم قناة الجزيرة بالعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، والعمل على الإطاحة بنظام الحكم فيها. وقالت وسائل إعلام إن الوزير جانب موقف بلاده بشأن سد النهضة الإثيوبي، وشكك في دعم مصر لمتمردي دارفور رغم إعلان الحكومة السودانية ذلك من قبل.
ورغم قبول البرلمان اعتذار الوزير، تمسكت تيارات إسلامية بمطلب إقالته من منصبه بدعوى خرقه لموقف حياد السودان من الأزمة الخليجية.
ويرى عضو البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر أن الوزير "أخطأ بصورة شنيعة هزمت التصور المطروح في حياد السودان تجاه الأزمة الخليجية"، وقال للجزيرة نت إن التصريح كان صادما ويجافي الخط السياسي لحكومة الوفاق الوطني "بل يشكل انحيازا لمصر التي صوتت ضد السودان في مجلس الأمن وتحتل مثلث حلايب وشلاتين السوداني".
وتوعد عمر بتصعيد القضية عبر حزبه إلى مجلس الوزراء لمساءلة وزير الإعلام وإقالته من منصبه، "لأنه لا يصلح للمرحلة السياسية التي يعيشها السودان حاليا".
أما رئيس حزب الدستور يعقوب محمد الملك -النائب في البرلمان- فيرى أن تصريحات وزير الإعلام "أتت في وقتها، وأنه يمتلك الحق في توجيه النقد لقناة الجزيرة وغيرها بحكم منصبه"، واعتبر -في تصريح للجزيرة نت- أن أولى خطوات الحياد أن تقول لمن أخطأ أخطأت، "ونقد قناة الجزيرة لا يتناقض مطلقا مع موقف السودان الحيادي تجاه الأزمة الخليجية", وفق تقديره.
وتأسف النائب البرلماني لاعتذار وزير الإعلام للجنة البرلمانية، وقال إن حديثه كان أولى أن يأخذ به كرأي دولة رسمي، "خاصة أن الهنات المهنية التي تعتري قناة الجزيرة وتدخلها في شؤون الآخرين واضحة للعيان", كما قال.