سعوديون شغلتهم مهاجمة قطر عن إغلاق الأقصى
وبالرغم من أن السعودية تحتل حيزا كبيرا في الوجدان المسلم لكونها مقرّ الحرمين الشريفين، فإن الكثير من قادة الرأي فيها يرون أن التجييش للخصومة مع قطر أولى من نصرة المسجد الأقصى الأسير.
هذا الإعراض يتجلى في تغريدة وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان: "في الماضي نشتكي من عداوة إسرائيل والآن أصبح إخوة لنا أشد كرها وحربا علينا منها، مجازر تهجير تنكيل إعلام مدسوس وإثارة فتن. نعيب زماننا".
وفي تغريدة أخرى يقول السبهان: "علمنا التاريخ منذ عهد الملك عبد العزيز أن دولتنا تتعرض لمؤامرات ودسائس وتستخدم فيها كل فنون الشر, هم سقطوا وهلكوا في مزابل التاريخ ونحن أقوى".
ويبدو أن إسرائيل ليست مصدر أي من هذه المؤامرات، فقد غابت عن تغريدات السبهان في الأيام القليلة الماضية وانشغل هو وآخرون بالهجوم على الجار ذي القربى.
كذلك لم يستفز إغلاق المسجد الأقصى المبارك سعود القحطاني الوزير والمستشار في الديوان الملكي، فقد واصل كيل الشتائم للقطريين ووصمهم بالخداع والكذب والخيانة والتآمر.
ورغم صراحة القرآن في أن اليهود هم الأشد عداوة للمؤمنين، فإن إسرائيل لم يصبها أي توبيخ ولا عتب حتى في تغريدات القحطاني خلال الأيام الماضية.
ومعظم تغريدات الرجل ركزت على مهاجمة قطر، في حين تغنى بعضها بتضحيات القوات السعودية في الحد الجنوبي دون ذكر للجنود السودانيين الذين يموتون هناك في مواجهة مليشيات الحوثي.
غياب القدس
وتحدث الرجل عن تحرير السعودية للكويت وعن قدرتها على تحرير قطر لو استولت عليها قوات أجنبية، فيما غاب عن ذهنه أن القدس محتلة وتتنظر حقها في التحرير.
وعلى هذا الدرب سار مدير قناة العربية تركي الدخيل، فقد أعاد الكثير من تغريدات القحطاني المهاجمة لقطر ولم يتناول إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك.
ولم يشذ الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد عن سابقيه، فلم يتحدث عن فلسطين في تغريداته ربما لأن قطر أولى بالجهد، حيث أغرق صفحته بتدوينات تسيء لقطر وتتماهى مع الموقف الرسمي لبلده من الأزمة الخليجية.
وفي ظل انشغال بعض قيادات الرأي العام السعودي بقطر وغياب البعض الآخر أو تغييبه عن التغريد، لم يحظ إغلاق الأقصى بالاهتمام اللازم بين المدونين السعوديين.
وقد غاب المسجد الأقصى عن المواضيع العشرة التي تتصدر تويتر في السعودية، حيث حضرت إيران وقطر ومصر إلى جانب القضايا المحلية.
لكن حسابات سعودية عديدة غردت نصرة للأقصى، فعبرت عن الحزن والغضب لإغلاقه وأبدت سعادتها بالحديث عن افتتاحه.
وفي تغريدة تتنصر للأقصى، كتب سعد عبد الله بن غنيم "ويل للشجي من الخلي! (مثل) أكرره كلما شاهدت متفيهقا ينتقد مرابطي بيت المقدس ثابتين أعزة لا يضرهم خذلان الأمة، وأتمثل عندما يقوم بتوجيه التعليمات لهم!".
ويقول في تغريدة أخرى "المرابطون بأكناف القدس إن لم يصلهم خيرنا ودعمنا فليصلهم دعاؤنا وتشجيعنا وثناؤنا وتضامننا أو على الأقل لنكف عنهم أذانا وشرنا".
ومثل بن غنيم غرد العديد من السعوديين نصرة للأقصى المبارك، وانتقدوا الهوان العربي والإسلامي عن حماية المقدسات.