آلية إعادة السوريين لوطنهم تشغل الساسة بلبنان
وسيم الزهيري-بيروت
وقد اختلفت وجهات النظر حول كيفية مقاربة هذا الملف والحد من آثاره السلبية على مختلف الأصعدة.
ويوجد في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مما يشكل تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية.
وشهدت الآونة الأخيرة نقاشات حول إمكانية إجراء مفاوضات مع النظام السوري للبدء بإعادة اللاجئين إلى بلادهم، لكن قوى سياسية عديدة رفضت التواصل مع القيادة السورية، وهو ما أكده رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بقوله إن عودة اللاجئين إلى بلادهم ستكون طواعية وستجرى بالتنسيق مع الأمم المتحدة فقط.
ويقول الكاتب السياسي صلاح تقي الدين إن على لبنان -من حيث المبدأ- التفاوض مع الأمم المتحدة بما يخص مسألة اللاجئين السوريين لأسباب متعددة.
النأي بالنفس
وأشار تقي الدين إلى أن موقف لبنان الرسمي من الأزمة السورية هو النأي بالنفس، ورأى أنه لا يجوز التفاوض مع الحكومة السورية بعدما أصبح هؤلاء اللاجئون تحت وصاية الأمم المتحدة ورعايتها.
واعتبر أن من الأفضل التفاوض مع المنظمة الدولية لإعادتهم إلى مناطق آمنة، وليس إلى تلك الخاضعة لسيطرة النظام.
وأعرب عن اعتقاده بأن النظام السوري قد يقوم بعرقلة أي عودة للاجئين إلى بلادهم، لافتا إلى ما نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد من أن الوضع الديمغرافي في بلاده أصبح مقبولا.
وتساءل تقي الدين: هل المقصود من كلام الأسد نقل عشرة ملايين سوري من الطائفة السنية إلى خارج بلادهم؟
من جهته، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن الوقت حان للحل الكبير بشأن اللاجئين انطلاقا من المستجدات في سوريا وقيام مناطق آمنة.
وأشار جعجع إلى أن حزبه أعد ورقة عمل حول عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وخصوصا إلى المنطقة الجنوبية التي تشهد وفقا لإطلاق النار برعاية كل من روسيا والولايات المتحدة إلى جانب المنطقة الشمالية الشرقية التي يوجد فيها الأكراد.
خطة عودة
ورأى جعجع أن الوقت حان لتضع الحكومة اللبنانية خطة لعودة السوريين إلى وطنهم، بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
في المقابل، يرى البعض الآخر ضرورة تواصل السلطات اللبنانية مع النظام السوري لإعادة اللاجئين إلى وطنهم.
ويقول الكاتب السياسي سركيس أبو زيد إن على لبنان التواصل مع الحكومة السورية طالما أنه ما زال يعترف بشرعيتها، مشيرا إلى وجود سفارة لبنانية في دمشق واتفاقات موقعة بين البلدين.
وشدد في الوقت ذاته على ضرورة اتفاق القوى السياسية اللبنانية فيما بينها حول كيفية التعاطي مع هذا الموضوع.
وتوقع -في حديث للجزيرة نت– أن يؤدي التقصير في هذا الموضوع إلى توتر لبناني سوري في الشارع، مما سينعكس لاحقا على العلاقة بين البلدين.
وقال إن المشكلة الأساسية المتمثلة بالانقسام السياسي اللبناني تمنع وضع رؤية مستقبلة وآلية عمل لكيفية التعاطي مع مسألة اللاجئين.