هزيمة تاريخية لليمين في رئاسيات فرنسا
أعربت قيادات معسكر اليميني المحافظ فرانسوا فيون عن خيبتها للخروج من السباق الرئاسي للمرة الأولى في فرنسا منذ 1958، ووصفت ذلك بأنه فشل مرير وهزيمة تاريخية.
وتعرض فيون رئيس الوزراء الأسبق (2007-2012) الأحد لهزيمة مهينة بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية رغم جهوده لتجاوز فضيحة الوظائف الوهمية، بعدما حل ثالثا بنسبة بلغت حوالي 20% بعيدا خلف مرشح حركة "السير إلى الأمام" (وسط) إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
ضربة قاضية
واعتبر الرئيس السابق لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية جان فرانسوا كوبي أن اليمين "يمر بتجربة ما حدث عام 2002 لمرشح الحزب الإشتراكي" ليونيل جوسبان الذي انهزم في الجولة الأولى.
وأضاف كوبي "كانت معركة اعتبرت مضمونة النتيجة بالنسبة لليمين وانتهت بفشل مرير. لقد تم جرف اليمين وكذلك الحزب الاشتراكي في هذا الاقتراع ويتعين استخلاص كافة العبر من ذلك".
وعلقت صحيفة لوفيغارو اليمينية على النتيجة بعنوان "ضربة قاضية لليمين".
وقال لورين فوكييز نائب رئيس حزب الجمهوريين "إنها هزيمة قاسية خصوصا، كان يفترض أن نفوز. دفعنا ثمنا باهظا بسبب المتاعب القضائية. ليست أفكارنا التي هزمت في الاقتراع".
وتمت دعوة المكتب السياسي للحزب للاجتماع صباح الاثنين. ومبدئيا يرتقب أن يشكل ذلك نهاية الحياة السياسية لفيون الذي يخرج من الحلبة من الباب الضيق.
وكانت صورته كشخصية نزيهة ووعوده بالنهوض الاقتصادي أتاحت له في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أن يفوز بالانتخابات التمهيدية لليمين على الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، وكان حينها المرشح الأوفر حظا.
فضيحة كارثية
وكان فيون غرق نهاية يناير/كانون الثاني الماضي في فضيحة شكلت كارثة على شعبيته، مع كشف الصحافة عن وظائف وهمية لزوجته واثنين من أبنائه ثم عمليات استماع انتهت بتوجيه الاتهام له بتهمة "الاستيلاء على أموال عامة".
وحتى النهاية، ظل فيون -الذي دافع بقوة عن النظام والسلطة والأمن والتقشف والأسرة وعظمة فرنسا- يأمل أن "يقلب سيناريو" الهزيمة.
وكان قد شارك في كافة حكومات اليمين وعضوا بمجلس الشيوخ (2005-2007) قبل أن يتولى لخمس سنوات رئاسة الحكومة في ظل ولاية ساركوزي.
وفي حين يعتبره البعض سياسيا بارعا يراه آخرون انتهازيا. وقال عنه جان بيار رافارين رئيس الوزراء الأسبق "هو راكب موج جيد ويعرف كيف يركب أمواج الآخرين".
وبعد أن خرج من الانتخابات الرئاسية، يحاول حزب فيون الآن إعادة تنظيم صفوفه لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو/حزيران المقبل.