المناطق الريفية بفرنسا أوصلت لوبان للدورة الثانية

كومبو للمرشحيْن: إيمانويل ماكرون ومارين لوبان
مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تقدم نفسها بالدورة الثانية لرئاسيات فرنسا ضد إيمانويل ماكرون بوصفها "مرشحة الشعب" (الجزيرة-الأوروبية)

أوصلت أصوات ناخبي المناطق الريفية والمدن الصغيرة والمهمشة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وقالت زعيمة الجبهة الوطنية -التي حصلت على 21.30% من الأصوات- مساء أمس الأحد إن "الرهان الكبير لهذه الانتخابات هو العولمة العشوائية التي تهدد حضارتنا، إما نستمر على طريق إلغاء الضوابط تماما أو تختارون فرنسا".

وتحت عنوان "ماكرون-لوبان: فرنستان" (deux france) أشارت صحيفة لوموند الاثنين إلى مواجهة بين بلدين: المناطق الريفية التي صوتت بكثافة لمارين لوبان، والمدن التي صوتت بكثافة لإيمانويل ماكرون.

وأسهمت المناطق التي لا تتوفر على أنشطة صناعية وتعاني من البطالة في نجاح لوبان (31% في الشمال و27.8% في الشرق)، وحصلت على النسبة نفسها في الجنوب الشرقي لفرنسا (28%) لأنه المعقل التقليدي للحزب، ويتأثر بخطابها المناهض للهجرة.

لكن نتائج لوبان كانت سيئة في المدن الكبرى (5% بباريس و8% في ليون) باستثناء مرسيليا حيث حصلت على 23%. أما ماكرون فحقق أفضل نتائجه في باريس (34.8%) وليون (30%).

وقال الأمين العام لنقابة القوة العاملة جان كلود مايي "تحليل الأصوات يظهر شرخين: أحدهما اجتماعي والآخر جغرافي في صفوف الناخبين الفرنسيين". وهو الشرخ والانقسام الذي عكسته نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الأحد؛ فرنسا المدن الكبرى واجهة العولمة السعيدة، حسب وصف علماء الجغرافيا والاجتماع. وفرنسا الأطراف والمدن الصغيرة والمتوسطة، والمناطق النائية والريفية البعيدة عن فرص العمل والخدمات العامة.

فشل الرهان
ولم تحقق مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان ما سعت إليه، بعدما راهنت على دينامية شعبوية عقب فوز دونالد ترمب بالولايات المتحدة، والتصويت لبريكست في بريطانيا وأجواء القلق والخوف التي خلفتها الاعتداءات على باريس.

وقال الخبير السياسي جويل غومبان "في إستراتيجيتها الجديدة لا تجد الجبهة الوطنية قوتها في الانقسام بين اليمين واليسار، بل في انقسام جديد بين مؤيدي العولمة والوطنيين". وأضاف "نجحت هذه الإستراتيجية بما أن هاتين الإيديولوجيتين تتواجهان في الدورة الثانية، لكن لا شيء يدل على أنه يمكن للجبهة الوطنية أن تحظى بأغلبية على أساس هذا الانقسام".

يذكر أن لوبان ستنافس في السابع من مايو/أيار المقبل مرشح الوسط إيمانويل ماكرون الذي حل في المرتبة الأولى في الدورة الأولى مع 23.75% من الأصوات.

وقررت لوبن -التي صوّت لصالحها أكثر من 7.6 ملايين ناخب- الاثنين إطلاق حملتها للدورة الثانية بطرح نفسها بوصفها "مرشحة الشعب" في الشمال المهمش، المعقل السابق لليسار، حيث معدل البطالة مرتفع جدا والنشاط الصناعي في تراجع كبير.

المصدر : الفرنسية