فوق الأرض وتحتها.. مشافي سوريا هدف للقصف الروسي
ميلاد فضل-إدلب
دفع الاستهداف الممنهج للمستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، العاملين في الحقل الطبي إلى اللجوء لإستراتيجيات تساعد على تقليل الخسائر منها على سبيل المثال بناء المستشفيات تحت الأرض، لكن يبدو أن ذلك لم يعد مفيدا مع استهداف مستشفى عابدين في ريف إدلب الجنوبي.
يقول مدير صحة حماة الحرة الدكتور عبد الله درويش إن مستشفى عابدين بُني تحت الأرض بعمق عدة أمتار، إلا أن السلاح المستخدم في قصف المستشفى مؤخرا دمرّه بشكل كامل، كما خلف حفرة بعمق سبعة أمتار.
وأضاف درويش للجزيرة نت أن توقف المستشفى عن العمل حرم نحو مئة ألف إنسان من الخدمات الطبية الأساسية، وهو ما يزيد من معاناة الناس في ظل تصعيد القصف الجوي وكثرة الإصابات الحربية الناتجة عنه.
استهداف متعمد
من جانبه، أكد مصدر في المراصد الجوية التابعة للمعارضة السورية المسلحة للجزيرة، أن الغارة الجوية التي دمرت مستشفى عابدين هي غارة روسية، استخدم فيها صاروخ شديد التفجير يُصطلح عليه اسم "الصاروخ الارتجاجي"، ويستخدم لاختراق الخرسانة المسلحة.
ولفت المصدر إلى أن طائرة حربية روسية أخرى عاودت قصف المكان بقنبلة عنقودية، والهدف هو قتل أكبر عدد ممكن من الموجودين فيه، باعتبار أن القنبلة العنقودية تحتوي على عدد كبير من القنابل الصغيرة التي تتناثر في مساحة كبيرة.
وبرز الاستهداف الممنهج مع الحملة العسكرية الشرسة التي تعرضت لها مدينة حلب أواخر العام الماضي، وأصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تقريرا قالت فيه إن الهجمات العسكرية السورية والروسية على المستشفيات أصبحت "أمرا معتادا"، ودعت لمحاسبة مرتكبيها بوصفها "جرائم حرب".
تراكم الخسائر
وعن حجم التدمير الذي يطال البنية التحتية الطبية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، يقول وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة فراس الجندي إنه تم تدمير ست نقاط طبية خلال شهر أبريل/نيسان الجاري، وهي المستشفى الوطني في مدينة معرة النعمان، ومستشفى هاند آند هاند في مدينة كفر نبل، ومستشفى الرحمة في مدينة خان شيخون، ومستشفيا شنان وعابدين في ريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى مستشفى كفر زيتا بريف حماة الشمالي.
ولفت الجندي إلى أن مستشفى الرحمة في مدينة خان شيخون استهدف وهو في ذروة عمله خلال إسعاف المصابين بالهجوم الكيميائي في خان شيخون في الرابع من الشهر الجاري، وتسبب القصف في خروج المستشفى عن الخدمة.
وأشار وزير الصحة في الحكومة المؤقتة إلى أن معدل الخطورة في المستشفيات والمراكز الطبية صار أكبر من الخطر الموجود على جبهات القتال، نظرا لأن القصف الجوي -وتحديدا الروسي- يضرب المرافق الحيوية وفي مقدمتها المستشفيات في الخطوط الخلفية للمعارضة المسلحة.
ومنذ اندلاع الثورة السورية كان العاملون في الحقل الطبي هدفا للأجهزة الأمنية وعرضة للاعتقال والتصفية تحت التعذيب في حال إسعاف جرحى المظاهرات، واستمر الأطباء بدفع ثمن باهظ في مناطق سيطرة المعارضة حتى اليوم.