ملتقى الدوحة يناقش مبادرات للتنمية بفلسطين

الملتقى التنموي والإنساني لدعم الشعب الفلسطيني المنعقد بالدوحة
من إحدى ورش العمل على هامش الملتقى (الجزيرة نت)
محمد طه البشير-الدوحة

بمجموعة من المبادرات التنموية والإنسانية، اختتم يومَه الثاني الملتقى التنموي والإنساني لدعم الشعب الفلسطيني تحت شعار "معا نصنع الأمل"، والذي نظمته جمعية قطر الخيرية برعاية فخرية من صندوق قطر للتنمية ومنظمات دولية وأممية.

وسعى الملتقى إلى تعزيز فرص التنسيق والشراكة بين مختلف الداعمين للشعب الفلسطيني، وتشخيص الواقع التنموي والإنساني، والبحث عن أنجع الحلول للدعم وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات ذات الصلة بالتنمية والعمل الإنساني، وتجاوز الجهود المؤقتة إلى مشروعات تنموية مستدامة في فلسطين.

ووفق المدير التنفيذي لإدارة التنمية الدولية بجمعية قطر الخيرية محمد بن علي الغامدي، فقد نجح الملتقى إلى حد كبير في حشد مختلف الفاعلين الإنسانيين من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، لتدارس خطط التعليم والتمكين الاقتصادي والصحة والرعاية الاجتماعية في فلسطين.

‪محمد بن علي الغامدي: الملتقى سعى للتأكيد على مركزية ومحورية القضية الفلسطينية‬ (الجزيرة نت
‪محمد بن علي الغامدي: الملتقى سعى للتأكيد على مركزية ومحورية القضية الفلسطينية‬ (الجزيرة نت

وأوضح أن قطر الخيرية سعت من خلال الملتقى إلى التأكيد على مركزية ومحورية القضية الفلسطينية في العمل الإنساني في ظل الأزمات الكثيرة التي تعصف بالمنطقة، وقال "يجب أن تظل القضية الفلسطينية مركزية وخصوصا في بعدها الإنساني والتنموي، ولا بد أن تظل قضية العرب والمسلمين  الأولى، وكذلك لدى المنظمات الإنسانية والدولية". 

وفي حديثه للجزيرة نت، قال الغامدي إن الهدف من هذا المؤتمر ليس حجم الإيرادات "فالشعب الفلسطيني ينتظر مشاريع، ونعمل على أن تقوم المنظمات الإنسانية بدورها في هذا الخصوص".

وشارك في الملتقى نحو 75 منظمة إنسانية وتنموية محلية وإقليمية ودولية، فضلا عن عدد من الجهات المانحة، لمناقشة مجالات الدعم الأساسية من التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والرعاية الاجتماعية.

ورشات عمل
وتضمن جدول الأعمال جلسات وورشات عمل تتناول واقع التنمية والعمل الإنساني في فلسطين، وآليات الشراكة وإستراتيجيات التنمية المستدامة إلى جانب استعراض تجارب وممارسات تنموية وإنسانية في مجالات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والرعاية الاجتماعية، وأخرى لإطلاق مبادرات نوعية لدعم التنمية والعمل الإنساني الموجه للشعب الفلسطيني.

ومن المبادرات التي قدمت في الملتقى: مركز تدريب للكوارث والطوارئ قدمه تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، بهدف رفع كفاءة المؤسسات الصحية والتدريب على الإسعافات الأولية والوصول -وفق خطة طموحة- إلى "توفير مسعف في كل حارة بل في كل شارع وبيت فلسطيني".

واشتملت مبادرة أخرى على تشغيل الخريجين عن بعد في قطاع غزة، وأخرى حملت عنوان "كرامة" وهي صندوق يمنح قروضا لأصحاب مهن بهدف مساعدة عشرات الأسر من ذوي الدخل المحدود.

كما انصبت مشروعات على تطوير أداء الجمعيات لتفعيل أدائها، واختار مشاركون آخرون تنفيذ مشروع يستهدف فلسطينيي الشتات في سوريا عبر مبادرة أطلقوا عليها اسم "لن ننساكم".

تجارب سابقة
وإلى جانب المبادرات الجديدة، استعرض الملتقى تجارب قائمة وناجحة مؤكدين أهمية البناء عليها والاستفادة منها، كما ناقش السلبيات التي صاحبت العمل التنموي والإنساني في فلسطين سابقا لأسباب منها أنها لم تهتم بالصورة المطلوبة بالادخار والاستثمار، وأن الهدف منها لم يكن تنمويا بقدر ما كان سياسيا لجذب المساعدات، وفق ما أكده الدكتور باسم الزبيدي في محاضرته بجلسة "إستراتيجية التنمية المستدامة في فلسطين".

‪جانب من الحضور في الملتقى‬ (الجزيرة نت)
‪جانب من الحضور في الملتقى‬ (الجزيرة نت)

وبشأن آليات مجتمع العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أوضح مبعوث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سعد عبد الحق أن هذه المجموعات تضع خطة سنوية في كل عام منذ 2003، تركز في الأساس على معالجة الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة والمنطقة "ج" من الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يتم تحديد السكان الأكثر ضعفا.

وفيما يتعلق بآليات الشراكة والتعاون من أجل العمل الإنساني في فلسطين، أوضح أن مجموعات التنسيق الموضوعة تساهم بتقديم معلومات أساسية من تقييمات الاحتياجات، والرصد لدعم تطوير الأهداف الإستراتيجية للفريق القطري للعمل الإنساني، وتوجيه السياسات الأخرى، حيث تقوم الفرق الموضوعة بجمع كل المعنيين العاملين ضمن مجال محدد للخبرات، بما في ذلك السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، وهي منتدى لتنسيق كل أوجه صياغة الاستجابة.

ومن التحديات التي تواجه العمل الإنساني الموجه للشعب الفلسطيني أيضا، صعوبات فيما يتعلق بالتحويلات المالية وإدخال المواد، والتراخيص، وغيرها من الأمور التي ولدت إحباطا لدى بعض المنظمات الإنسانية" وفق ما أكده محمد الغامدي.

المصدر : الجزيرة

إعلان