الخرطوم وجوبا.. معاودة الحنين للوحدة
عماد عبد الهادي-الخرطوم
ومع زيادة الحنين للدولة الأم أطلق مهتمون سودانيون بالتعاون مع مركز طيبة برس الإعلامي مبادرة التواصل الشعبي ورتق النسيج الاجتماعي بين المواطنين السودانيين والجنوب سودانيين، وذلك بعد عودة أكثر من خمسة ملايين جنوب سوداني إلى السودان، بعضهم لاجئون بسبب الحرب.
وبشيء من الحسرة على ما مضى قال جرمايا، الناشط الجنوب سوداني، إن ما قابل به السودانيون أخوتهم الجنوب سودانيين في الحدود بعد اندلاع الحرب شكل لوحة فريدة يعجز عن وصفها.
ومن جانبها أطلقت ميري بيتر نداء استغاثة تقول فيه "ابتعدوا عنا أيها السياسيون"، قبل أن تتساءل: ماذا جنينا في الدولتين بعد الانفصال غير الخراب والاقتتال والحروب المتلاحقة والاتهامات المتبادلة بين السياسيين؟
مبادرة سودانية
وفي المقابل يبدو أصحاب المبادرة السودانية لرتق النسيج الاجتماعي بين شعبي دولتي السودان أكثر حماسا وهم يحاولون الانتقال من دائرة القول إلى الفعل، وذلك بوضع برامج هدفها استيعاب من أسموهم العائدين من دولة جنوب السودان متجاوزين كلمة (لاجئين) صفتهم القانونية حتى الآن.
وحسب المبادرين فإنهم يتوقعون عودة الوحدة من جديد إذا ما نجحت مبادرتهم مع مبادرات أخرى في الوصول إلى الهدف المتمثل في محاولة إصلاح وإعادة ترميم العلاقة بين السودانيين في شطري البلاد، خاصة وأن أعدادا جنوبية كبيرة غير مقتنعة بحدود الدولتين الحالية رغم الانفصال.
ووفق المبادرة فإن اختطاف السياسة لأي بعد شعبي أفسد العلاقة بين شعبي السودان في مرحلة من المراحل ما قاد أحدهما لاختيار الانفصال بدلا من الوحدة.
وتراهن مها أحمد عبد العال، أمينة الأمانة الاجتماعية في المؤتمر الوطني للحزب الحاكم في السودان، على ما يجمع الشعبين من عواطف وعلاقات اجتماعية تدفعهم نحو المناداة بالعودة والوحدة التي ستكون طوعية وبقناعة الجميع.
وتبرهن على ما تعتقده وجدانا واحدا باتجاه الجنوبيين إلى السودان بعد اندلاع الحرب في دولتهم التي لم يمض على نشأتها أكثر من ست سنوات.
علاقات وجدانية
ودعت إلى الوحدة بين الشعبين للاستثمار في العلاقة الوجدانية بعدما أغرت نخب سياسية الشعب الجنوبي ببعض الميزات قبل أن ينخدع فيها.
ويرى المبادرون إمكانية أن يتحول الانفصال السياسي إلى ميزة تعيد بناء السودان الواحد من جديد، لكن ذلك -والرأي لأصحاب المبادرة- لن يتم إلا عبر مؤتمرات حوار شعبي لتجسيد مصالح الشعبين وتحديدها وبالتالي دعمها بما يجب أن ينميها.
وبدت المبادرة التي يقودها عدد من الأكاديميين والصحفيين والمثقفين من طرفي السودان وجنوب السودان نواة شعبية لرعاية التواصل الشعبي.
ونقل رئيس جمعية الصداقة السودانية الجنوب سودانية، بروفيسور الطيب زين العابدين، تجربة العلاقات القبلية في الحدود التي تمتد لأكثر من ألفي كيلومتر في حدود وهمية بمخيلة النخب السياسية.
ووصف زين العابدين في تعليقه للجزيرة نت القرارات السياسية بأنها أفسدت وأضرت بنسيج السودان الاجتماعي بكامله، معتبرا أن السياسة هي المسؤولة عن الاضطراب الحاصل في الدولتين معا.