جامعة باكستانية توفر التعليم المجاني للمهمشين

براء هلال-إسلام آباد
لكن شعيبا قرر أن ينتقل إلى المقر الرئيسي بعد أن عرضت عليه الجامعة سكنا ووظيفة يمكنه من خلالها أن يؤمن مصاريفه ومصاريف إخوته الثلاثة أثناء دراسته بعد النظر في حالته تحت برنامج "اعمل لتتعلم" الذي تطلقه الجامعة، حيث تحتاج الجامعة المفتوحة الأكبر في آسيا والرابعة على مستوى العالم من حيث عدد طلابها الذي يبلغ مليونا وثلاثمئة ألف، إلى طاقم كبير من الموظفين لتغطية حاجة هذا العدد الضخم من الطلاب، حسبما أكد نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب السيد محمد طارق جاويد.
وتستطيع الجامعة من خلال الرسوم الرمزية التي يدفعها أكثر من نصف الطلاب تقريبا، تأمين منح مخصصة تحت عدد كبير من البنود للجزء الآخر من الطلاب الذين لا يستطيعون تسديد الرسوم.
كما أنها توفر مقاعد مجانية بالكامل للسجناء وذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين بفعل الحروب والزلازل والكوارث الطبيعية، وأبناء الشهداء واللقطاء والمشردين وأبناء دور الأيتام والجنس الثالث وكبار السن الذين فاتهم قطار التعليم.

كما أكد جاويد أن هناك نظاما لتسديد الرسوم الفصلية على ثلاثة أقساط لمن يتعذر عليه أن يسددها دفعة واحدة، وتسقط عنه الرسوم أيضا في حال كان من الأوائل في أي فصل دراسي.
مساواة
ويقول شعيب شاه إنه لم يشعر بأي تمييز من قبل الجامعة بينه وبين الذين يدفعون الرسوم الجامعية، حيث يحصل بانتظام على المناهج الدراسية، ويحصل على المواد الدراسية الرقمية التي توفرها الجامعة لجميع الطلاب، كما يستخدم هو وإخوته الثلاثة مرافق الجامعة المتاحة طوال أيام الأسبوع، حيث تكون المكتبة المركزية ومراكز الحاسوب والإنترنت مفتوحة حتى في أيام العطل الرسمية.
وتحتوي كل فروع الجامعة في مختلف أنحاء باكستان على مراكز متخصصة للمكفوفين، تضم مناهج صوتية ومحاضرات مسموعة. وتعتمد الجامعة نظام التعليم عن بعد للفروع الأدبية ونظام الفصول المنتظمة في التخصصات العلمية.
وأكد مدير مفوضية التعليم العالي البروفيسور أرشد علي إيدهي، في حديثه للجزيرة نت، أن المفوضية تعترف بكافة الفروع والتخصصات التي تعتمدها جامعة العلامة إقبال المفتوحة اعترافا كاملا بالمساواة مع بقية المؤسسات الجامعية الحكومية الأخرى.
وتزيد المفوضية في دعم أنشطة الجامعة وتشجيعها لمكافحة الأمية في البلاد، إذ يتجاوز عدد الأطفال خارج المدارس 22.5 مليون طفل ممن هم في سن الدراسة، وأكد إيدهي أن الجامعة تلعب دورا كبيرا في تأهيل الكفاءات الأكاديمية في المناطق النائية وبين الفئات المحرومة والمهمشة.