نزوح واسع للمدنيين بدير الزور جراء الغارات الكثيفة

وقالت مصادر للجزيرة إن قرى وبلدات في ريف دير الزور باتت خالية تماما من سكانها نتيجة لأعنف حملة قصف جوي على مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت يؤكد النازحون وهيئات حقوقية أن هذه الغارات تشهد أخطاء كثيرة تؤدي إلى مجازر بحق المدنيين.
وتركزت الغارات التي تشنها الطائرات الروسية والسورية أو طائرات التحالف الدولي بشكل رئيسي على مدينتي الميادين والبوكمال شرقي دير الزور.
وأضافت المصادر أن كثافة الغارات أدت إلى موجات نزوح واسعة للمدنيين نحو مخيمات تديرها "قوات سوريا الديمقراطية" في ريفي الرقة والحسكة.
وتعاني مخيمات النازحين من نقص في كثير من المواد الأساسية، كما تمنع إدارة تلك المخيمات النازحين من الخروج منها إلا بشروط تفرضها عليهم.
وأفاد مراسل الجزيرة ميلاد فضل بأن ريف دير الزور -الشرقي خاصة- يتعرض منذ أربعة أيام لمئات من الغارات الجوية، مشيرا إلى أن هذه الغارات تستهدف الأسواق والأحياء السكنية.
وقال إن استمرار القصف وقوته أديا إلى نزوح ما يقارب من 180 ألف مدني من منازلهم، لافتا إلى سقوط عشرات القتلى خلال عملية النزوح وما رافقها من قصف.
وبينما أقر المراسل بصعوبة إعطاء حصيلة دقيقة بسبب كثرة الغارات وغياب لجان حقوقية تحصي الضحايا، شدد على أنه لا أهمية عسكرية للمناطق التي يقع استهدافها.
صدمة أممية
في سياق متصل، عبرت الأمم المتحدة أمس عن "صدمتها" إزاء استهدف المدنيين والمنشآت العامة في مناطق مختلفة بسوريا، وطالبت جميع الأطراف المعنية بضرورة الالتزام بحماية المدنيين والبنية التحتية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية بنيويورك دعا فيه إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين بشكل منتظم ونزيه بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.
وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها لتواصل الاعتداءات على المطارات والمستشفيات والمدارس المطارات في عدة مناطق من سوريا، مما أدى إلى وفاة وإصابة عشرات المدنيين.
وقال فرحان إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يشعر بالجزع الشديد إثر تلقيه تقارير تفيد بمواصلة القتال والغارات الجوية في عدة مناطق من سوريا، مضيفا أن القتال والغارات الجوية أديا إلى "مقتل وإصابة عشرات المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية كالمدارس والمستشفيات ومراكز النازحين.