أزمة كردستان العراق مستمرة والإقليم يعلن عن انتخابات
طالب البرلمان العراقي الحكومة بوقف التعاملات المالية والمصرفية مع حكومة إقليم كردستان، كما قرر اتخاذ إجراءات ضد النواب الأكراد. وفي هذه الأثناء أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في كردستان أن الإقليم سينظم انتخابات رئاسية وبرلمانية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقالت الدائرة الإعلامية لرئاسة مجلس النواب إن المجلس صوت اليوم لصالح قرار ملزم لحكومة بغداد بوقف كافة التعاملات المالية والمصرفية مع حكومة كردستان "مع الحفاظ على حقوق المواطنين في الإقليم"، وذلك ضمن سلسلة إجراءات للرد على استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم.
في غضون ذلك، شهدت جلسة البرلمان اليوم فوضى ومشادات كلامية، بعدما طالب نواب من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي بمنع النواب الأكراد من المشاركة في الجلسة.
من جهتهم، قرر النواب الأكراد مقاطعة الجلسة بعدما أعلنت هيئة رئاسة البرلمان أن من يشارك بالجلسة سيعتبر رافضا لاستفتاء كردستان العراق، بحسب المصادر.
وطالب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اللجنة القانونية ولجنة شؤون الأعضاء بتزويد المجلس بأسماء نواب الكتلة الكردستانية الذين ثبتت مشاركتهم في الاستفتاء، لاتخاذ إجراءات قانونية بحقهم.
وقالت مصادر إن رئاسة البرلمان قررت مخاطبة المحكمة الاتحادية العراقية لبيان الموقف القانوني من هؤلاء النواب.
استعداد للانتخابات
في غضون ذلك، قالت مفوضية الانتخابات في كردستان اليوم الثلاثاء إنها استكملت الاستعدادات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الإقليم في موعدها المقرر الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية عن رئيس مجلس المفوضين في المفوضية هندرين محمد، قوله إن الباب سيفتح لتشكيل تحالفات بين الأحزاب بدءا من اليوم وحتى 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأضاف أن الحملات الانتخابية ستبدأ في 15 من الشهر الجاري.
وأعلن السياسي الكردي برهم صالح عن قائمة "التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة" للمشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وانتقد صالح -الذي كان نائبا ثانيا لسكرتير حزب الاتحاد الوطني الكردستاني– الإدارة في بغداد وفي الإقليم، متهما إياها بالفساد وبالمسؤولية عن عدم الاستقرار الأمني.
في السياق نفسه، قالت هيرو إبراهيم عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عقيلة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني إن القيادة الكردستانية تحدت العالم بأسره بالرغم من المطالبات الدولية والإقليمية بعدم إجراء الاستفتاء.
وأضافت أن الشعب الكردي يدفع الآن ضريبة ذلك التحدي. وانتقدت في الوقت نفسه قرار تشكيل مجلس للقيادة السياسية لكردستان العراق دون استشارة قيادات الأحزاب السياسية في الإقليم، بحسب قولها.
أردوغان يلوح بعقوبات
من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تكتفي في الوقت الراهن بتطبيق بعض العقوبات في بعض المجالات على الإدارة في شمال العراق، لكنها "ستزيدها إذا لم يعودوا إلى رشدهم".
وأكد أردوغان في لقاء مع نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم أن "استفتاء شمال العراق لا يصب في مصلحة الأكراد، بل يدخل المنطقة في صراعات بين قوميات مختلفة". وأضاف أن بلاده لن تسمح أبدا بحفر "بئر الفتنة في المنطقة القريبة منا".
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الوقت لم يفت بعد، وإن "التراجع عن خطأ الاستفتاء" سيعيد العلاقات بين بلاده والإقليم الكردي إلى سابق عهدها.
من ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة عند الحدود العراقية الإيرانية إن السلطات الإيرانية سمحت بعبور بعض الناقلات بين الأراضي الإيرانية وإقليم كردستان العراق، بعد انتهاء مناورات عسكرية بين القوات العراقية والقوات الإيرانية.
وأفادت مصادر في معبر برويز خان بأن السلطات سمحت بمرور نحو ستين شاحنة، في حين عبرت نحو ثلاثين شاحنة أخرى من معبر بشماخ.