تنظيم الدولة يبدأ العام الجديد بتصعيد العنف

على عكس توقعات الكثيرين بانحسار وتراجع قوة تنظيم الدولة الإسلامية بعد المعارك الشرسة التي خاضها مؤخرا ولا يزال في العراق وسوريا، والغارات الدولية التي يتعرض لها في البلدين، جاءت عملياته مع مطلع العام الجديد مفاجئة وعلى قدر كبير من العنف والدقة.
وكان من الواضح أن توجيهات زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2016 التي دعا فيها إلى تصعيد العمليات في تركيا والعراق، لقيت صداها على أرض الواقع من الساعات الأولى في العام الجديد.
فما إن دقت الساعة الأولى من العام الجديد حتى بدأ تنظيم الدولة هجوما مسلحا على ملهى ليلي بإسطنبول، في أوج الاحتفالات برأس السنة، قتل على إثره 39 شخصا وأصيب 69 آخرون بينهم 16 أجنبيا، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في وقت لاحق.
وفي اليوم ذاته وقع هجوم انتحاري استهدف أحد الحواجز الأمنية بمحافظة النجف جنوبي العراق، أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، تبناه التنظيم أيضا في وقت لاحق.
وفي صبيحة اليوم الثاني من العام الجديد عاد تنظيم الدولة مجددا ليضرب العاصمة العراقية بغداد، وشن هجمات على مناطق متفرقة من البلاد.
فحسب مصادر أمنية وطبية عراقية قتل 39 شخصا أمس الاثنين، وجرح 58 آخرون في انفجار سيارة مفخخة بمدينة الصدر شرقي العاصمة، وأعلن تنظيم الدولة بعدها مسؤوليته عن الانفجار.
وامتدت الهجمات إلى مناطق كانت القوات العراقية قد استعادتها من التنظيم خلال العام 2016/، ففي محافظة صلاح الدين شمال بغداد قالت مصادر عسكرية إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 12 آخرون من أفراد الجيش العراقي والحشد العشائري في هجوم واسع شنه تنظيم الدولة فجر يوم أمس الاثنين على مواقع عسكرية للقوات العراقية جنوب مدينة الشرقاط.
أدت عملية الشرقاط إلى سيطرة تنظيم الدولة على هذه المواقع، بعدما كبّد القوات العراقية عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوفها، حسب مصادر عسكرية.
وقبل منتصف ليل الاثنين، عاد التنظيم وضرب مجددا في مدينة سامراء بالمحافظة ذاتها، حيث هاجم مسلحون يرتدون سترات ناسفة مركزين للشرطة في المدينة وسيطروا عليهما، وأخذوا رهائن من الشرطة، وسرعان ما تبنى التنظيم العملية عبر وكالة أعماق التابعة له.
حظرت على إثرها السلطات العراقية التجوال في المدينة، واستدعت تعزيزات عسكرية لمحاصرة المسلحين، واستمر تبادل إطلاق النار بين الجانبين لبعض الوقت، أسفر عن مقتل انتحاريين، في حين فجر ثالث نفسه داخل مركز للشرطة، ليقتل الرابع بعد وقت من إنهاء العملية، حسب مصادر عسكرية عراقية.
وقبل هذه العمليات شن التنظيم هجمات في ديالى (شمال شرق بغداد) وفي الأنبار (غرب)، كما أنه بدأ اسلوب تفجيرات بمفخخات في الأحياء المستعادة داخل مدينة الموصل ذاتها، كما حدث صباح اليوم الثلاثاء.
وأعادت هذه الهجمات التذكير بقدرات التنظيم وطبيعة العمليات التي يمكن أن يلجأ إليها مع خسارته لمزيد من الأراضي التي احتلها لا سيما في الموصل معقله الأخير في العراق.
وعن الهجمات الأخيرة لتنظيم الدولة، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن الحرب ضد التنظيم حققت تقدما خلال العام الماضي "ولكننا نرى من خلال العمليات التي نفذها هذا الوحش الكاسر في الأيام الأخيرة في تركيا والعراق أن رأسه لم تقطع بعد".