رائد صلاح.. الهدف الخاطئ للمخابرات الإسرائيلية
حمد محسن وتد-أم الفحم
مسيرة عودة الشيخ صلاح إلى مسقط رأسه بأم الفحم بعد انقضاء تسعة أشهر من العزل كانت محفوفة بالمخاطر منذ لحظة الإفراج عنه.
فجر الثلاثاء، كان محطة فارقة في حياة الشيخ صلاح، إذ عاش لساعات هواجس إمكانية تعرضه للاغتيال أو محاولة المساس به من قبل عناصر اليمين المتطرف الإسرائيلي، بعد أن أنزلته دورية تابعة لسلطة السجون الإسرائيلية على قارعة الطريق بصحراء النقب قرب بلدة يهودية.
أسلوب الإفراج الذي وصفه الشيخ صلاح بأنه شبيه بنهج العصابات في الإفراج عن مختطفيها، يحمل في طياته دلالات لم تتضح بعد.
ساعات من الترقب والانتظار تنقل خلالها الشيخ المحرر بالمواصلات العامة حتى وصل إلى مسقط رأسه لتحتضنه الحشود من فلسطينيي 1948.
عرض المخابرات
وفي حديث للجزيرة نت روى الشيخ صلاح للجزيرة أنه رفض مساومات المخابرات الإسرائيلية وفضل العزل الانفرادي على الرضوخ لإملاءات السجانين.
فقبيل تحريره، أخضع الشيخ صلاح لتحقيق استمر ثلاث ساعات لدى جهاز الأمن العام "الشاباك"، واقترحوا عليه لقاء يجمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفاوض على الأقصى مقابل الحرية، لكنه رد بالرفض.
كذلك رفض الشيخ صلاح الاجتماع بوزير الداخلية الإسرائيلي، ورد على مفاوضيه بالقول "إياكم أن تفاوضوني على المسجد الأقصى الذي لا يقبل المفاوضات".
ويوضح أن المخابرات ركزت في تحقيقها معه على الإسلام والقرآن الكريم والقدس والأقصى والرباط والاعتكاف والنفير والنشاطات السياسية والوطنية لفلسطينيي 1948.
وبعد رفض الشيخ صلاح التفاوض على المقدسات، قررت سلطات الاحتلال إبعاده عن الأقصى والقدس المحتلة بشكل عام بذريعة تحضيره للإرهاب.
استمرار المضايقات
يشعر الشيخ صلاح بأنه سيواجه المحاكمة ثانية وتجديد فرض الإقامة الجبرية عليه بموجب أنظمة الطوارئ، ويعتقد أن الإجراءات الإسرائيلية لن تتوقف عند هذا الحد.
وتعهد الشيخ صلاح بمواصلة النضال وحماية القدس والأقصى وعدم التنازل عن الثوابت السياسية والإسلامية.
وقال إن الداخل الفلسطيني يخوض معركة وجود ضد العنصرية الإسرائيلية التي تخطط لنسف نضاله وتمارس ضده الملاحقة والاعتقال والتشريد.
وختم بالقول "نحن أمام موقف لا خيار فيه، مطالبون بوحدة الصف والثبات والصمود، سنبقى ندعو إلى الرباط والاعتكاف بالأقصى والنفير للقدس، وسنبقى على العهد، فنحن لا نحب السجن، لكن إن فرض علينا فمرحبا بالسجون التي لم ولن نخشاها".