مجلس الأمن يبحث تجربة كوريا الشمالية النووية
يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم لبحث التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية مع تواصل التنديد الدولي بالتجربة. وتأتي هذه الجلسة بعد أيام من إصدار المجلس بيانا ندد فيه بالإجماع بالتجربة النووية التي سبقتها.
وقال دبلوماسيون إن جلسة مجلس الأمن عُقدت بطلب من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
ومنذ تجربتها النووية الأولى في 2006، فُرضت على كوريا الشمالية خمس مجموعات من العقوبات صدرت عن مجلس الأمن الدولي، لكن ذلك لم يدفعها إلى التراجع.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي عن أمله في أن يتخذ مجلس الأمن قرارا حاسما لضمان الأمن والسلم في شبه الجزيرة الكورية، ودعا قادة كوريا الشمالية لإعادة النظر في هذه التجارب.
وعلى صعيد متصل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتفق مع شركاء الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات إضافية ضد كوريا الشمالية تشمل فرض عقوبات جديدة وتفعيل العمل بعقوبات دولية سابقة.
وقال أوباما بحسب بيان للبيت الأبيض "لقد اتفقنا على العمل مع مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لتفعيل الإجراءات القائمة المفروضة ضمن قرارات سابقة واتخاذ إجراءات مهمة إضافية وخصوصا عقوبات جديدة".
وفي روسيا، أدان الكرملين التجربة النووية لكوريا الشمالية قائلا إنها تتعارض مع أعراف ومبادئ القانون الدولي وتقوض أجواء الأمن والثقة المتبادلة في شبه الجزيرة الكورية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التجربة تفاقم أجواء التوتر. وتابع "ندعو الأطراف المعنية لضبط النفس وندعم بشكل مستمر عدم تصعيد الوضع ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".
قلق وإدانات
وقد أثارت هذه التجربة قلقا كبيرا في اليابان لأنها تتزامن مع تكرر إطلاق كوريا الشمالية صواريخ بالستية في بحر اليابان وسقوط عدد منها في المياه الإقليمية اليابانية.
وفي سول، عقدت حكومة كوريا الجنوبية اجتماعا طارئا لبحث التجربة النووية التي أعلنت كوريا الشمالية إجراءها.
كما استضاف القصر الرئاسي اجتماعا لمجلس الأمن الوطني، في حين دعا الجيش إلى عقد اجتماع لفريق إدارة الأزمات. وأوضح مكتب الرئاسة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد في محادثة هاتفية مع رئيسة البلاد أنه سيتخذ كل إجراء ممكن لحماية سول من أي تهديد كوري شمالي.
وكان لافتا أن التجربة النووية الجديدة لقيت معارضة من الصين الحليف التقليدي الوحيد لكوريا الشمالية حيث طالبتها "بالوفاء بالتزاماتها لنزع السلاح النووي والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة واتخاذ خطوات للحؤول دون تدهور الوضع".
وبدوره أدان الأمين العام لحف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ التجربة بشدة، وقال إن على كوريا الشمالية التخلي عن جميع أنشطتها النووية وبرامجها للصواريخ البالستية.
وفي أوروبا، أدانت ألمانيا التجربة النووية "خصوصا أنها ليست الاستفزاز الوحيد من كوريا الشمالية هذا العام". كما عبرت بريطانيا عن القلق، وقالت إنها ستتشاور مع شركائها الدوليين لاتخاذ رد قوي.
وانضمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى قافلة المنتقدين، واعتبرت التجربة النووية "انتهاكا صارخا لقرارات عديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وكانت كوريا الشمالية أعلنت نجاحها في إجراء تجربتها النووية الخامسة بعد أشهر من إعلان زعيمها كيم جونغ أون نجاح بلاده في تصغير رأس نووي حراري قابل للتحميل على صاروخ بالستي.