الباندا.. خارج دائرة الانقراض
علي أبو مريحيل-بكين
رُفع دب الباندا من قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض إلى قائمة الأنواع المعرضة للخطر، وذلك وفقا لآخر تحديث للقائمة الحمراء السنوية الخاصة بأنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض التي يصدرها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وقال مسؤول بالاتحاد إن قرار رفع دب الباندا من قائمة الأنواع التي تواجه خطر الانقراض جاء بعد ارتفاع ملحوظ في أعداد هذه الحيوانات، وأرجع الفضل في ذلك إلى الجهود التي بذلتها الصين في السنوات الأخيرة.
وتشير الأرقام الصادرة من العاصمة الصينية بكين أن عدد حيوانات الباندا الموجودة في محميات طبيعية بمقاطعة سيتشوان جنوب غرب البلاد وصل هذا العام إلى نحو ألفي باندا بالغة. علما بأن عددها لم يتجاوز الأربعين قبل 15 عاما.
رمز ودفاع
وكانت الصين التي تتخذ من الباندا رمزا لها قد حملت على عاتقها منذ عقدين حماية هذا الحيوان حين استشعرت خطورة تعرضه للانقراض، حيث قامت السلطات بتوفير محميات طبيعية ورعاية خاصة لعشرات الدببة العملاقة التي تعيش فقط في البر الصيني، قبل أن تجري لها عمليات تلقيح صناعي أدت إلى تكاثرها من جديد إلى أن وصلت أعدادها إلى حد رُفعت فيه من قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض.
وبالرغم من الحفاوة الكبيرة التي حظي بها قرار الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإنه لم يلق ترحابا في الدولة صاحبة الفضل التي اعتبرت القرار سابقا لأوانه، مؤكدة أن أسباب تهديد الباندا المتعلقة بـالتغيرات المناخية والصيد الجائر لا تزال قائمة.
وأصدرت مصلحة الدولة للغابات بيانا أعربت فيه عن خشيتها من أن يؤدي القرار إلى نقص التمويل وتراجع الاهتمام الدولي بمساعدة الباندا على النجاة، محذرة من أن رفعها بهذه السرعة من قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض سيجعل كافة الجهود التي قامت بها الصين على مدار العقدين الماضيين كأنها لم تكن.
أسباب وتغيرات
وقال ناشط في مجال الرفق بالحيوان إن الزيادة في أعداد الباندا لا تشكل سبباً كافيا لرفعها من قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، وأشار شياو ما إلى أن أي تغيرات في المناخ قد تطرأ على المنطقة خلال الأعوام القادمة والتي من شأنها أن تقضي على المئات منها.
وأوضح في حديثه لـالجزيرة نت أن أعدادا كبيرة من الباندا لا تزال تعيش في مجموعات منعزلة، وفقا لـالجينات التي تنتمي لها كل مجموعة، وهو ما يقلل من فرص التزاوج الطبيعي والتكاثر كأي حيوان آخر.
لكن الطالبة الصينية فانغ يي رحبت بالقرار معتبرة ذلك تكليلا للجهود التي بذلتها سلطات بلادها من أجل حماية حيوان الباندا.
وقالت "نحن سعداء بسماع هذه الأخبار التي من شأنها أن تخفف من الضغط النفسي والأعباء التي كانت ملقاة على عاتق كل من اعتبر نفسه مسؤولا مسؤولية مباشرة عن حياة هذا الحيوان".
إنجاز واستمتاع
وأضافت يي للجزيرة نت "آن الأوان أن نستمتع بهذا الإنجاز، وأن نتأمل الباندا في حديقة الحيوان كأي حيوان آخر دون أن يتسلل إلى نفوسنا الشعور بأننا قد لا نراه مرة أخرى".
يُشار إلى أن السلطات الصينية لم تكتف بإنشاء محميات طبيعية في إطار جهود بذلتها خلال العقدين الماضيين للحفاظ على الباندا، بل قامت بتخصيص قناة فضائية تبث مباشرة على مدار 24 ساعة للجمهور تحركات هذا الحيوان وتقلباته داخل محميته، وذلك لضمان توفير الرعاية التامة خشية تقاعس المراقبين أو حدوث طارئ قد يمس حياته.
وتظهر على شاشة القناة أرقام خاصة للاتصال المباشر بالجهات المختصة في حالة حدوث طارئ للإبلاغ عنه.