سويسرا ممر جانبي للجوء إلى ألمانيا

سويسرا طريق عبور اللاجئين إلى ألمانيا
وزير سويسري يقر بوجود ثغرات على حدود سويسرا الجنوبية تتيح تسلل اللاجئين (دويتشه فيلله)

توصف سويسرا بأنها بلد خلاب بسبب طبيعتها، وينعم سكانها بحياة مريحة. لكن هذا البلد لا يلقى اهتمام المهاجرين القادمين من إيطاليا، إذ يتخذونه مجرد ممرّ إلى ألمانيا وشمال أوروبا. وهم يحققون مبتغاهم بسبب وجود بعض "الثغرات" كما يؤكده وزير المالية السويسري أولي ماورير المسؤول عن وحدات المراقبة الحدودية، الذي ينتمي إلى حزب الشعب السويسري اليميني الشعبوي.

فقد قال الوزير إن تلك "الثغرات" موجودة في جنوب سويسرا حيث ارتفع هذه الأيام عدد اللاجئين، وأضاف أن هناك مؤشرات أولية (لم يحددها) تعكس ذلك. ونظرا لهذا التدفق الملحوظ في عدد اللاجئين، شددت السلطات إجراءات المراقبة على الحدود.

تأتي غالبية المهاجرين من إريتريا (نحو 4700)، وتحتل غامبيا المرتبة الثانية (نحو 1800) تليها نيجيريا وأفغانستان (1400 لكل منهما) 

ففي منطقة لوغانو الحدودية وحدها تم في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/تموز الماضيين تسجيل نحو 9900 دخول غير شرعي. وأعلنت إدارة الجمارك أن نحو 4200 مهاجر أبعدوا فورا إلى إيطاليا. وتم في كافة أراضي سويسرا بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2016 تسجيل أكثر من 22.000 عبور غير قانوني، طرد من أصحابها 8300 شخص.

إريتريا وغامبيا
وتأتي غالبية اللاجئين من إريتريا (نحو 4700)، وتحتل غامبيا المرتبة الثانية (نحو 1800)  تليها نيجيريا وأفغانستان ( 1400 لكل منهما). لذلك تم تعزيز وحدات شرطة الحدود في منطقة تيسين للتعامل مع المهاجرين الذين يفضلون عبور الحدود في منتصف الليل وليس خلال النهار، كما أوضح الوزير السويسري ماورير.

ولم يسجل عبور غير عادي في المناطق الحدودية الأخرى، التي يبدو عدد المتدفقين إليها أقل. والاستثناء الوحيد تمثله لوزان على الحدود الفرنسية حيث ضبطت الشرطة أكثر من 3100 شخص، وتفترض السلطات أن سبب ذلك يعود لوجود طريق مرور عبر فرنسا. وتنتقد مديرة إغاثة اللاجئين السويسرية مريم بيرينس إجراءات السلطات السويسرية بقولها: "ما يمكننا ملاحظته هو وجود "تمييز عنصري". "الأشخاص ذوو البشرة الداكنة يتم القبض عليهم داخل القطارات والحافلات لإخضاعهم للاستنطاق".

يشار إلى أن سويسرا توفر إمكانية تقديم طلب لجوء أو البقاء في البلاد، لكن المهاجرين واللاجئين لا يقدمون طلبات لجوء إلى سويسرا ولا يستمرون في العيش والبقاء فيها، فأغلبهم يقولون إنهم يرغبون في التوجه إلى ألمانيا أو إلى الدول الإسكندنافية. وفي هذه الحالة يكونوا مهددين بالطرد الفوري إلى البلد الذي أتوا منه، ويعني ذلك في الغالب: إيطاليا. وتلاحظ مريم بيرينس أن "الكثير من الأشخاص الذين تحدثت إليهم لا يعرفون نموذج اللجوء. بعضهم يختفي، وعدد هؤلاء كبير". يُذكر أن سويسرا تنهج سياسة ردعية قوية لتفادي أن تصبح بلد عبور.

توفر سويسرا إمكانية تقديم طلب لجوء أو البقاء في البلاد، لكن المهاجرين واللاجئين لا يقدمون طلبات لجوء إلى سويسرا كما أنهم لا يستمرون في العيش والبقاء فيها

تحمي نفسها
وتقول مديرة إغاثة اللاجئين السويسرية "إن سويسرا تحاول أن تحمي نفسها مثل دول أخرى. ولذلك يتعرض اللاجئون للطرد من هنا إلى هناك داخل أوروبا. وهذا يشكل وصمة عار في جبين أوروبا، وهي مشكلة أوروبية عامة". كما أن الكثير من اللاجئين الذين نجحوا في المرور إلى سويسرا يحاولون العبور إلى ألمانيا. ففي يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2016 تم تسجيل 1000 شخص عبروا الحدود بشكل غير قانوني. وفي شهر أبريل/نيسان كان عددهم 300 شخص.

وفي فترة ما بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2016 دخل ألمانيا نحو 3400 لاجئ عبر سويسرا. وفي السنة الماضية وصل عددهم الإجمالي إلى نحو 2500 شخص. وقد أكدت وزارة الداخلية الألمانية في برلين أن عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا عبر سويسرا قد ارتفع.

لكن لماذا لا يظل اللاجئون في سويسرا المستقرة اقتصاديا؟ تعلل مريم بيرينس ذلك بالقول: "لدى العديد منهم تكرست صورة ألمانيا أو السويد في الذهن، لأن لديهم هناك أقارب أو معارف". وبالتالي فإن الكثيرين يحاولون المرور باتجاه الشمال، حتى عندما يقدمون طلبا للجوء في سويسرا.

إعلان
المصدر : دويتشه فيله

إعلان