نعسان آغا: تحرير حلب يعزز الموقف التفاوضي للمعارضة

فادي جابر-غازي عنتاب
يرى الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض نعسان آغا أن تحرير حلب سيعزز الموقف التفاوضي للمعارضة، مضيفا أن روسيا تريد تهجير سكانها من أهل السنة تحديداً، بينما يريد الإيرانيون تحويل حلب إلى مدينة شيعية، كما يبدو أن أميركا معنية بتقدم
"الانفصاليين" الأكراد أكثر من اهتمامها بقضية السوريين.
وقال الأغا في حوار للجزيرة نت إن روسيا "لا تريد نجاح الحل السياسي، لأنه ينهي احتلالها لسوريا"، مضيفا أن النظام السوري يسرق المساعدات وحزب الله يمنع وصولها.
وفي ما يلي نص الحوار:
هل ما زالت هناك فائدة لفتح روسيا ممرات لخروج المدنيين بعد فتح المعارضة ثغرة واسعة تصل مناطق المعارضة في حلب بأحيائها الشرقية؟
أعتقد بأن موضوع الممرات تجاوزته الأحداث، وبات الوضع في حلب مريعاً بسبب تصاعد القصف الروسي الذي يدمر المدينة، وتمكن الثوار من فتح ثغرات في الحصار، لكن كل الطرق غير آمنة، بسبب القصف والقناصة الذين يقتلون كل من يتحرك، ويتصيدون الشاحنات الإغاثية.
هل يعد هدف العرض الروسي السوري لسكان حلب جزءا جديدا من مسلسل التغيير الديمغرافي في سوريا؟
روسيا تريد تهجير سكان حلب من أهل السنة تحديداً، لأنها تعتبرهم إرهابيين، وسيكون التغيير الديمغرافي نتيجة لذلك، والإيرانيون يريدون تحويل حلب إلى مدينة شيعية كما يفعلون في دمشق والمدن العراقية، وما فعلوه في الزبداني يكشف خططهم البعيدة لإفراغ سوريا من شعبها السني بشكل خاص.
هل يمكن القول إن تحولا يجري على الساحة لصالح المعارضة لفرض شروطها ضمن الجولة القادمة من المفاوضات بعد معركة فك حصار مدينة حلب؟
إذا تحررت حلب وتمكنت المعارضة من صد الهجوم المعادي عليها، فإن الموقف التفاوضي سيكون أفضل بالطبع، لكن الروس يخططون لتدمير حلب كما فعلوا بغروزني ولا يريدون نجاح الحل السياسي لأنه سينهي احتلالهم لسوريا.
ما الأوراق الضاغطة التي كسبتموها بعد فك الحصار؟ وهل يمكن أن تتعرض المعارضة بشقيها السياسي والعسكري لضغوط لوقف المعركة؟
لن يتحقق التوازن العسكري ما لم يتوقف الطيران الروسي والسوري الذي يدمر سوريا ويقتل شعبها يومياً، فالشعب يعاني من مخطط إبادة وتهجير، وقد تظهر تدخلات دولية توقف المعركة قليلاً عبر هدن قصيرة، يتم اختراقها سريعا غالبا، لكن المعركة ستبقى مستمرة ما دام النظام يرفض الحل السياسي الذي رسم مجلس الأمن خطته في القرارات الأممية كلها.
كان من المتوقع وفق التصريحات الدولية أن تعقد الجولة القادمة من جنيف نهاية أغسطس/آب الحالي، فهل ما زال الموعد قائما أم هناك احتمال للتأجيل؟
لم يحدد دميستورا موعداً، بل تحدث عن ضرورة وجود ظروف مناسبة لنجاح المفاوضات، وجاء حصار حلب لينسف إمكانية عقد جولة جديدة في جنيف حالياً.
وفي حال لم تؤجل، ما ملامح الإستراتيجية التي يمكن أن تدخل بها المعارضة جولة المفاوضات القادمة؟
لا بد من توفر ظروف مناسبة لنجاح جولة مفاوضات، فليس عقد الجلسات هو الهدف، بل الهدف هو الوصول إلى نتائج جيدة يقبلها الشعب.
كيف ترون المواقف الدولية أثناء حصار حلب وبعد فك الحصار، خاصة في ظل الدعوات لوقف القتال هناك بعد تقدم المعارضة؟
هناك حالة من التخلي في موقف الولايات المتحدة، وهي تبدو معنية بتقدم الانفصاليين الأكراد أكثر من اهتمامها بقضيتنا، والجميع ينظر إلى داعش (تنظيم الدولة) ويتحدث عن قتالها، بينما روسيا والنظام وإيران تقصف الشعب السوري، خاصة مناطق السنة. ويبدو أن بعض الدول -ومنها التي تزعم الصداقة- لا تريد للمعارضة أن تنجح بذريعة وجود إسلاميين في صفوفها.
ما تقييمكم لتشكيلة وفد التفاوض الحكومي إلى جنيف؟ وهل يمتلك السلطة الكافية لتنفيذ ما يمكن أن يتحقق من نتائج في حال أي تقدم في المفاوضات؟
وفد النظام لا يملك قراراً، هو ينفذ تعليمات سيده، وأعضاؤه موظفون مهمتهم أن يحافظوا على الرئيس وليس على سوريا وشعبها.