حوار الخرطوم ينقل الخلاف لداخل المعارضة السودانية

جانب من اجتماع أحزاب الحوار الوطني الأخير في الخرطوم ... خاصة بالجزيرة نت
جانب من اجتماع أحزاب الحوار الوطني الأخير في الخرطوم (الجزيرة نت)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم يمض على توقيع تحالف قوى المعارضة السودانية (نداء السودان) على خريطة الطريق الأفريقية للسلام إلا وقت وجيز حتى انتقلت خلافات المعارضة مع الحكومة إلى خلافات داخل المعارضة نفسها، كما أصبح مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في الخرطوم خلال العامين الماضيين محل خلاف بين أحزاب المعارضة.  

وتصر مجموعة من المعارضين على أن أي اتفاق مع الحكومة في مقبل الأيام يعني بالضرورة عقد مؤتمر تحضيري يتأسس على نتائجه شكل الاتفاقات المقبلة، بينما تعلن مجموعة أخرى أنها لن تقبل أي مؤتمر تحضيري يلغي ما توصلت إليه من نتائج في مؤتمرها الذي انعقد في الخرطوم خلال الفترة الماضية.  

وبين هؤلاء وأولئك، وجدت الحكومة لأول مرة نصيرا قويا في خلافها مع المعارضة، خاصة أنها تتمسك برفض عقد أي حوار جديد خارج البلاد، وتوكد أن توقيع المعارضة على خريطة الطريق يعني التحاقها بالحوار الذي جرى في الخرطوم.

ووفق وزير الإعلام أحمد بلال عثمان، فإن توقيع نداء السودان على خريطة الطريق يعني "التمهيد لمناقشة ترتيبات الدخول في الحوار"، كما قال للصحفيين إن الحوار الوطني استطاع خلال خمسة أشهر أن يحقق الكثير من النتائج وإنه يتطلع إلى أن تدرج نتائجه في الدستور الدائم للبلاد.

‪عثمان: الحوار الوطني استطاع خلال خمسة أشهر أن يحقق الكثير من النتائج‬ (الجزيرة)
‪عثمان: الحوار الوطني استطاع خلال خمسة أشهر أن يحقق الكثير من النتائج‬ (الجزيرة)

مرجع أساسي
وأعلن تحالف نداء السودان أنه سيدخل في حوار جدي مع الحكومة بغية التوصل لاتفاق من شأنه أن يحل الأزمة السودانية دون الاعتماد على نتائج حوار الخرطوم-الوثبة الذي اكتملت حلقاته في الفترة الماضية، وذلك على النقيض من أحزاب المعارضة التي اشتركت في الحوار واعتبرت أن ما نتج من حوارها مع الحكومة سيصبح المرجع الأساسي للتسوية.  

إعلان

وتتمسك أحزاب الحوار الوطني، التي يتقدمها حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بموقفها الداعي لالتحاق الرافضين لحوار الوثبة بمحطاته المختلفة. وتعتقد -كما هو موقف الحكومة- أنه لا مجال لحوار أو مؤتمر تحضيري.

أما الناطق الرسمي باسم لجنة 7+7 للحوار الوطني والأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام فرأى أن التوقيع على خريطة الطريق سيقود إلى حوار الوثبة الذي انعقد لأكثر من عام في الخرطوم، معتبرا أن التوقيع "هو اعتراف بذلك كله".  

ووفق عبد السلام فإن الجميع في أحزاب الحوار الوطني يرفضون مبدأ الحوار خارج البلاد، مضيفا للجزيرة نت "لن نقبل بأي حوار تحضيري بين الحكومة والمعارضة بعد اليوم".

واعتبر أنه يمكن للحكومة أن تحاور الموقعين الجدد دون المساس بما تم التوصل إليه من توصيات لكسب أحزاب سياسية لها وزنها في خريطة السياسة السودانية.  

‪عبد السلام: أحزاب الحوار الوطني يرفضون مبدأ الحوار خارج البلاد‬ (الجزيرة)
‪عبد السلام: أحزاب الحوار الوطني يرفضون مبدأ الحوار خارج البلاد‬ (الجزيرة)

حوار متكافئ
من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال مبارك عبد الرحمن أردول في بيان إن كتلته لن ينضم لحوار الوثبة، مضيفا "ولكنا على استعداد أن نكون شركاء في حوار متكافئ، فنحن غير ملتزمين بحوارهم، ولا يهمنا ما يقولون". 

وأعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم محمد نوري الأمين عن تشاؤمه حيال إمكان حصول نتائج إيجابية بين الحكومة ونداء السودان بشأن المؤتمر التحضيري، لافتا إلى نجاح الحكومة في شق المعارضة بين مؤيد لحوار الوثبة ورافض له.  

واستبعد في تعليقه للجزيرة نت تنازل أي طرف عن موقفه، متحدثا عن رعاية غربية غير مستعدة للتخلي عن حكومة تتعاون معها بشأن الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة البشر وفي الوقت نفسه لن تمنحه موقفا يتفوق به على المعارضة، حسب رأيه.

لكنه راى أن بإمكان الغرب التخلي عن الحكومة لمصلحة السلام الكامل في السودان "إذا ما أثبتت المعارضة أحقيتها بذلك"، مبديا تشاؤمه من توصل الأطراف المعنية إلى تسوية حقيقية"، على الأقل في الوقت الراهن.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان