أول طائرة استطلاع قطرية تنافس بمعرض برلين للطيران

خالد شمت-برلين
وتمثل هذه الطائرة التي تتصدر بوابة القاعة الثانية بمعرض الطيران الدولي، إحدى مراحل متعددة لمشروع مشترك تتعاون فيه قطر مع ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبولندا بهدف توفير منظومة صناعية متكاملة تخدم قواتها المسلحة في مجالات الاستطلاع والمراقبة.
وتتجاوز الاستفادة المتوقعة من هذه الطائرة الجديدة المجال العسكري إلى قطاعات مدنية مثل شركات البترول وتوفير بيانات بيئية ومعلومات للأرصاد الجوية.
وأوضح العميد خالد أحمد الكواري قائد مركز الاستطلاع والمراقبة القطري والمشرف على مشروع الطائرات المسيرة، أن دولة قطر تمتلك باعتبارها واضعة التصميم العملياتي للطائرة واحتياجاتها الأساسية وتصميمها، حق الملكية الفكرية التي تمثل بداية أساسية لتطوير المشروع.
وأوضح الكواري في تصريح للجزيرة نت أن مشروع الطائرة الجديدة يعد أول انطلاقة حقيقية للصناعة العسكرية في قطر، وأن اختيارها تم بدقة وموازنة بين تحقيقها وظائف عملياتية مهمة وتطلّبها احتياجات صناعية قليلة، مشيرا إلى أن مهام الطائرة ستشمل الاستطلاع والمراقبة -وخاصة في السواحل- لتوفير معلومات أمنية دقيقة لصناع القرار.
ونوّه العميد بتميز الطائرة الجديدة بإمكانيات تقنية فائقة التطور، وأشار إلى أنها تحمل منظومات رادارية وكاميرات غير موجودة بأي طائرة أخرى من هذا النوع، كما تصل قدرتها على التحليق نحو خمسين ساعة متصلة، وقال إن تكلفة إنتاجها منخفضة بنسبة تقل 60% عن مثيلاتها في الأسواق العالمية.

وذكر الكواري أن البدء بإنتاج الطائرة العام المقبل في ألمانيا سيواكبه مواصلة العمل على تأسيس بنية تحتية لفتح خطوط إنتاج لها بقطر، وتدريب كوادر قطرية من الحاصلين على الثانوية العامة أو مؤهلات متوسطة لمدة تسعة أشهر في ألمانيا والولايات المتحدة وقطر على تشغيل وصيانة هذه الطائرة الجديدة.
ومثلت الطائرة القطرية الألمانية أحد أنواع عديدة من هذا الطراز تم عرضها بنماذجها الحقيقية أو كمجسمات مشابهة في معرض برلين الدولي الذي شهد عرض مئتي طراز لطائرات مدنية وعسكرية.
وكشفت مؤسسة صناعة الطيران والفضاء الألمانية عن طائرتها المسيرة "أوفو" ذات الحجم الكبير المصنعة لاستخدامها في نقل مئات الكيلوغرامات من البضائع داخل ألمانيا. وقدمت نفس المؤسسة مركبة فضاء معدة لإرسالها في مهام بحثية إلى المريخ والقمر.

وفي المجال العسكري، قدمت مؤسسة الطيران الأوروبية منظومة صواريخ الدفاع الجوي (تي.في.أل.أس/ميادس" التي ستحل مكان صواريخ باتريوت في الأغراض الدفاعية الأوروبية.
وشهد معرض برلين الدولي للطيران والفضاء الذي تشارك فيه 1017 شركة عارضة من 37 دولة، منافسة شديدة بين الشركات الدولية للطيران المدني في مجالات المحركات ذات الاستهلاك المنخفض للوقود والكفاءة البيئية المرتفعة. واستأثرت طائرة إيرباص الجديدة "أي350 إكس.دبليو.بي" ذات المحركين النفاثين من إنتاج شركة رولز رويس البريطانية والجسم العريض، باهتمام أعداد كبيرة من الزائرين.
وأعلن مسؤولو إيرباص أن جسم الطائرة الجديدة صنع من البلاستيك المقوى بألياف الكربون، واستخدم التياتنيوم في صناعة أجزاء أخرى منها، وهو ما ساعد على خفض وزنها وتقليل استهلاكها للوقود بنسبة 25%، وتقليص كبير في معدلات الضوضاء والانبعاث الغازي مقارنة بغيرها من هذا الطراز من طائرات المسافات البعيدة.
ويتسع هذا الطراز الجديد من طائرات إيرباص -التي تعتبر الخطوط القطرية أول مشتر لها- لـ 315 راكبا، وهي قادرة على الطيران المتصل لمسافة 14.5 ألف كلم.