محمود بدران.. ضحية رصاص الاحتلال دون ذنب

اشتباه ورصاص
يقول هادي بدران ابن عم الشهيد "تفاجأنا بإطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال على السيارة التي كانت تقلنا خلال عودتنا إلى القرية دون معرفة السبب، ثم منع الجيش بعد محاصرته لنا الطواقم الطبية الفلسطينية من إسعافنا".

ويضيف "أصبت برصاصة في يدي، وأصيب ثلاثة آخرون كانوا معنا، وعندما حاولت أن أوقظ ابن عمي محمود الذي ظننته مغمى عليه… وجدته مستشهدا بعد أن اخترقت رصاصة رأسه".

ووقعت هذه الحادثة بسبب اشتباه قوات الاحتلال بأن سيارة الشهيد وأصحابه تقل شبانا شاركوا في إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارة إسرائيلية كانت تمر في الموقع نفسه، وتسببوا في إصابة ثلاثة إسرائيليين بجروح طفيفة.

اعتراف وتحقيق
وأقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقا بأن الفتى محمود بدران الذي قضى برصاص جنوده، كان من المارة الذين لا صلة لهم بالحادثة الأصلية. وذكر قائد القوة التي فتحت النار أنه ظنّ أن ركاب السيارة هم الذين رشقوا السيارات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة.

من جهتها سارعت قيادة الجيش الإسرائيلي بالإعلان عن فتح تحقيق في ملابسات الحادث، وبأنها ستتخذ إجراءات تأديبية بحق القوة التي فتحت النار، في محاولة لامتصاص غضب ذوي الشهيد والمصابين.

سياسة وتعمّد
ويرى مدير البحث الميداني في منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية كريم جبران، أن إطلاق النار على الشهيد وأصحابه كان متعمدا وغير مبرر، وناتجا عن سياسة اليد الخفيفة على الزناد التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي وراح ضحيتها مئات الفلسطينيين، دون تطبيق للقانون أو محاسبة لمنتهكي الحق في الحياة.

وأكد أن الجنود أطلقوا النار بشكل غير قانوني على السيارة، مما شكل انتهاكا للوائح إطلاق النار.

وقال إن منظمة بتسيلم تقدمت إلى القضاء العسكري خلال السنوات الماضية بما يقرب من 343 حالة، تم تقديم لوائح اتهام بالقتل الخطأ ضد جنود في 25 حالة منها، بينما تمّ إغلاق ملفات التحقيق في الباقية منها دون نتيجة؛ مما دفع المنظمة مؤخرا إلى التوقف عن التعامل مع النيابة العسكرية الإسرائيلية كرد على عدم التحقيق والتعاون في الشكاوى المرفوعة.