معارك عنيفة داخل الأحياء السكنية في سرت
قتل 36 من قوات البنيان المرصوص وجرح 140 آخرون خلال تجدد المواجهات مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين داخل الأحياء السكنية بمدينة سرت الليبية.
وأحرزت قوات البنيان المرصوص تقدمًا ملحوظا وسيطرت على مواقع عدة بمنطقتي الزعفران والغربيات، وبينما خسر التنظيم عددا من أفراده فضلا عن مخازن الذخيرة، عثرت سرية الهندسة العسكرية على ألغام وأجهزة تفجير تركها التنظيم في محيط المواجهات.
وسبق أن أكدت قوات "البنيان المرصوص" تقدمها مسافة كيلومتر واحد باتجاه معاقل تنظيم الدولة بمجمع واغادوغو داخل سرت.
وتقدمت هذه القوات من ثلاثة محاور في قتالها تنظيم الدولة في سرت، وتمكن مقاتلوها في هذه المواجهات من السيطرة على منطقة الدُشَم التي تضم مستودعات أسلحة لمقاتلي التنظيم، كما أنها من أهم معاقله في المدينة.
وقد قتل عدد من مسلحي تنظيم الدولة في الاشتباكات التي دارت في منطقة الدُشَم مع مقاتلي عملية البنيان المرصوص.
وقال مراسل الجزيرة محمود عبد الواحد إنه قد عثر على جثت لمقاتلي تنظيم الدولة وأحزمة ناسفة عقب هذه الاشتباكات، علاوة على انتشار ألغام في المنطقة التي أكد أن السيطرة عليها تعتبر تطورا هاما على سير العمليات العسكرية على الأرض.
وأضاف المراسل أنه رغم الخسائر البشرية فإن قوات البنيان المرصوص أحرزت تقدما على مسافة تزيد عن كيلومتر باتجاه معاقل التنظيم بين الأحياء السكنية داخل مدينة سرت.
ولفت إلى أن تلك القوات تمكنت من بسط سيطرتها على حي 700 السكني في المدينة، وأن التقدم الذي حققته الثلاثاء هو الأهم والأكبر منذ عشرة أيام.
وأوضح المراسل أن هذه القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية أصبحت تضيق الخناق على عناصر تنظيم الدولة في سرت، في حين يكثف التنظيم قصفه لمواقع تلك القوات على أطراف المدينة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون.
وقال القائد الميداني في عملية البنيان المرصوص وائل غزيط إنه "تم استهداف تمركزات العدو بالمدفعية والدبابات لنتقدم على ثلاثة محاور: محوري طريق البحر-الزعفران حيث تمت السيطرة على قصور الضيافة ومبنى الإذاعة، ومحور الطريق الساحلي باتجاه مزارع الغربيات التي تستخدم في تخزين السلاح وصولا إلى حي 700 السكني".
انفجار
وأضاف غزيط أن هذه المعارك جاءت بهدف تضييق الخناق على عناصر تنظيم الدولة والاستيلاء على العمارات التي كانوا يتمركزون فيها ويستخدمونها لنشر قناصتهم، مشيرا إلى أن أكثر العراقيل التي واجهتهم هي الألغام التي زرعت في الأرض.
ونفى وجود أي غواصات أميركية قبالة سواحل سرت، مؤكدا أن ما يوجد هي قطعات بحرية تتبع السلطات الليبية.
في ليبيا أيضا، قُتل 25 شخصا وجرح أكثر من 50 في انفجار مخزن للأسلحة والذخائر بمنطقة القربولي على بعد 40 كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس.
ونقل مراسل الجزيرة في ليبيا عن مسؤول محلي في بلدية القربولي قوله إن انفجار المخزن وقع أثناء اشتباكات بين مجموعات مسلحة داخل المنطقة، اندلعت على خلفية شجار بين أحد سكان البلدية ومسلح من خارجها، تطور في وقت لاحق إلى معركة بين الجانبين.
وذكر المراسل أنه في ظل غياب أخبار رسمية عن سبب الانفجار، تضاربت الأقوال بشأنه بين من يتحدث عن سقوط قذيفة على المخزن دون معرفة مصدرها، وبين من يقول إن مسلحين كانوا داخل هذا المخزن تبادلوا إطلاق النار مع السكان المحليين.
وأفاد مراسل الجزيرة من طرابلس أحمد خليفة بأن هناك حالة استنفار كبيرة في منطقة القربولي، في وقت استمرت الاشتباكات وسط إغلاق من قبل الأهالي للمداخل الشرقية والغربية للمنطقة وانتشارهم بالأسلحة لمراقبة سير السيارات.